لا شك في أن نوم القيلولة مهم للجسم والنفس، وقد أسهب الأطباء في ذكر الفوائد التي تعود على الإنسان منها، كما أمرنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أحد الأحاديث النبوية الشريفة.
فالقيلولة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الخطيرة أو القاتلة، فهي تريح الجسم من التوتر والقلق والإجهاد لفترة في منتصف اليوم، وهو ما ينعكس إيجابا على صحة القلب.
وبالنسبة للمراهقين يكون اليوم الدراسي الطويل في المدارس أو الجامعات هو المصدر الرئيسي للإجهاد، لذا فحصولهم على قدر من النوم عند العودة للمنزل حتى ولو لمدة ساعة واحدة، سيفيد في تجديد نشاطهم وإزالة إرهاقهم، وتأهيلهم للمذاكرة والاستيعاب بكفاءة أكبر بعد الاستيقاظ من القيلولة.
لكن في أحيان كثيرة، لا نستمتع بنوم القيلولة، وتظل الأفكار والتوترات والأمور المقلقة تطاردنا وتطير النوم من أعيننا طوال فترة القيلولة إلى أن يضيع الوقت المخصص لها ونجد أنفسنا وقد ازداد إرهاقنا وإنهاكنا بدلا من الحصول على قدر من الراحة يجدد نشاطنا. فكيف إذن نحصل على قيلولة ممتعة ومفيدة نفسيا وجسديا؟
هناك بعض النصائح التي لو طبقتها وحرصت عليها، ستغفو عيناك باطمئنان وراحة ويسترخي جسدك تماما مستسلما للنوم خلال الوقت المخصص للقيلولة. وهذه النصائح هي:
1 - دوني الأمور التي عليك فعلها بعد الاستيقاظ من القيلولة، وأغلقي هاتفك المحمول
إذا كنت تشعرين أن جدولك مزدحم بالكثير من الأعباء والمهام التي عليك فعلها، وتخشين أن يسقط بعضها من ذاكرتك إذا أخذت قسطا بسيطا من الراحة خلال اليوم، سيظل عقلك منتبها طوال فترة القيلولة لينبهك بما عليك فعله مرارا وتكرارا، لذا فمن المهم جدا قبل الدخول إلى سريرك أن تدوني في ورقة الأمور التي يجب عليك فعلها بعد القيلولة ، كل في دوره وفقا للأولويات، ثم ضعي الورقة على مكتبك. وبذلك سيهدأ عقلك وتخلدين لنوم هادئ، وأنت مطمئنة أنك لن تنسي شيئا من مهامك، بل ستباشرينها فورا وبمنتهى النشاط بمجرد استيقاظك.
عليك أيضا أن تغلقي هاتفك المحمول خلال وقت القيلولة، لتتجنبي أي اتصال وارد من إحدى الصديقات في الوقت الذي تنشدين فيه الحصول على بعض الراحة.
2 - اضبطي المنبه على الوقت الذي عليك الاستيقاظ فيه
إذا كنت مرتبطة بموعد ما (الذهاب للحصول على درس خصوصي - أو محاضرة مسائية في الجامعة - أو حتى تدريب رياضي في الجامعة)، وتخشين ألا توقظك والدتك أو أختك من قيلولتك في الموعد المناسب، فلن تنعمي بنوم هانيء بسبب القلق والخوف من التأخير، وسينتهي بك الأمر إلى رفع رأسك كل عدة دقائق لتنظري للساعة وتتأكدي أن موعدك لم يفت، وحتى لو نمت، قد يزورك كابوس مزعج خلال نومك ترين فيه أنك قد وصلت متأخرة عن موعدك وتعرضت للتوبيخ أو السخرية من أحدهم، وهنا ستفقدين كل متعة القيلولة وفائدتها، وستنهضين وأنت منهكة نفسيا وعصبيا وجسديا، وغير مؤهلة للقيام بما عليك فعله في باقي اليوم.
لذا، فمن المهم جدا أن تنفضي عنك القلق والخوف من التأخير، واكتفي بضبط المنبه على الموعد المطلوب الاستيقاظ فيه، وضعيه بجوار فراشك لتسمعيه بوضوح عند رنينه، مع اختيار أعلى درجة للرنين.
3 - أظلمي غرفتك وأبعدي نفسك تماما عن الضوضاء
آخر خطوة تضمن لك قيلولة هانئة، ونوما مفيدا حتى ولو لمدة ساعة واحدة، هي أن تظلمي غرفتك جيدا بإرخاء الستائر على النوافذ، لتؤهلي عقلك للاسترخاء والنوم، وأغلقي باب حجرتك عليك ونبهي مَن بالمنزل حتى يلتزموا الهدوء قدر الإمكان إلى أن تستيقظي من قيلولتك.
والآن انعمي بنوم هانئ وقيلولة مفيدة نفسيا وجسديا.