المعصراتُ على الأنام تَجودُ
بمدامعٍ يخضَرُّ منهُ العودُ
والأرضُ تَمخَضُ للبريَّةِ حَملَها
عند الربيعِ وشأنُها التوليدُ
تأتي بقمحٍ في سنابلَ تزدهي
فتهزُّها ريحُ الصَّبا فتَميدُ
والكرمُ يرفلُ في ثيابٍ سُندُسٍ
متدلياً من بينِها العنقودُ
والتينُ والزيتونُ جلَّ جلالُهُ
ألطَيرُ فيهِ رُكَّعٌ وسجودُ
والنخلُ ذو الأكمامِ في أكمامِهِ
طَلْعٌ عَلَيهِ للوَقارِ لَبودُ
وشقائقُ النعمانِ يضحكُ ثغرُها
للطَلِّ شَوقاً طالَ منهُ صُدودُ
والياسمينُ تفتَّحَتْ أًورادُهُ
وبهِ أحاطتْ في البطاحِ ورودُ
هذا الربيعُ وهذهِ خيراتُهُ
آلاءُ رَبِّيَ والجميعُ شُهودُ
م