لله درك ياوطن
عانيت صنوف المحن
كم مر على بساطك من شجن
ظلم وجشع بغيض وإحن
تكالبت عليك صروف الزمن
عجبت لمن صام فيك رمضان
وقد أفطر على ظلم وجور وبهتان
عجبت لمن وضع مسافة أمان
بين واقع مرير وقيم يجب أن تصان
عجبت لمن يشتاق ولوج باب الريان
وقد ملأ الأرض جورا وطغيان
لايملأ جوفه الهلوع إلا الثرى
بذاك قضت شريعة النبي العدنان
عجبت لمن وضع سياجا سميكا
فاصلا بين سنة وقرآن
يحتمي بعقل رزي قاصر
ذاك لعمري نزغ من الشيطان
عجبت لمن طعن في سلف صالح
يبدو قاصر همة طويل اللسان
مضمر اعتزال مبطن هوى
أعيته الحجة البليغة والبرهان
مثير فتن فيما نوى
باعث ضيم وأشجان
سلبته شهرة سراب زائفة
فشتان بين عالم ضليع وبهلوان
قلب على الغدر المقيت انطوى
وارف الظل غض طري الأفنان
من سلك الهوى حتما هوى
يحمي الخلاف حارسا ديدبان
ظمئ للفرقة نهما ماارتوى
طوبى لمن هداه الله الواحد الرحمن
من فقه المحجة البيضاء روى
حطم الحواجز المعيقة والقضبان
واثق العزم موفور القوى
يحاكي الفارس النحرير والشجعان
من سلكو ا سبيل الرشد والهدى
وساروا زمرا إلى بر الأمان .
الطاهر كاوي