حُورَاءُ..
يَـالَـيْــتَ جَـفْـنِــي زارَهُ الْإِغْـفَـــــاءُ
فَـعَـسَـى يَكُونُ معَ الطُّـيُـوفِ لِـقـاءُ

يَا مُـستَـبـِدًّا فِي الـنُّـفُـوسِ وَجَـائِـرًا
حَـالِـي وَحَـالُـكَ فِي الْـجَـفَـاءِ سَـوَاءُ

يَا مُـتْـلِـفِـي بِـسِـهَـامِ مُـقْـلَـتِـهِ الَّتِي
أَلْـحَـاظُـهَـا، فِـيـهَـا الــدَّوا وَالـــدَّاءُ

أَغْـوَيْـتَ طَـرْفَـكَ كَـي يُـجَـرِّدَ سَيفَهُ
كَـمْ جَــاءَ مِـنْ رَشْـقِ اللْحَاظِ بَـــلَاءُ

حَـتَّـامَ تَـخْرِقُ فِي الْـفُـؤَادِ نِـبَـالُـهَـا
فَـتَـقَــتْ جِـرَاحًـا مَـا لَـهُـنَّ شِــفَـاءُ

وَطَـوَيـتُ مِنكَ عَلَى فُـؤادِي جَـمْـرَةً
فَـتَـأَجَّـجَـتْ مِـنْ حَـرِّهَـا الْأَحْـشَــاءُ

لَا أَنْـتَ تُـرْفِـقُ بِـي ولا نَــارُ الْـجَـوَى
خَـمَـدَتْ، ولا بَـرَدَتْ بِـهَـا الرَّمْـضَاءُ

أَوَلَا تَـــرَى وَهْـنِـي وَقِـلَّـةَ حِـيـلَـتِـي
مَا عَـادَ فِـي قَـلْبِـي السَّـقِـيـمِ بَـقَـاءُ

أَشْـكـوكَ أمْ أَشْـكْـو إِلَـيْكَ مَوَاجِدِي
فَـالـشَّــــوْقُ زَادَ، وَزَادَتْ الْـبُـرَحَــاءُ

وَبَـكَى لِـشَـكْوَايَ الْـيَـمَـامُ مُـرَنِّـمًا
حُــزْنًـا وَفِـي بَـعْـضِ الـرَّنِـيـمِ بُـكاءُ

وَتَـنـاقَـلَـت رُسُلُ النَّسِيمِ صَبَـابَـتِـي
ولـِكُــلِّ صَـب ٍّ هــائـِـم ٍ.. إِصـغــاءُ

فَأَجَـبْـتُـهَـا دَبَّ الْمَشِيبُ بِـمِـفْرَقِـي
أَوَلَـمْ يَـحُـنْ بَـعـد الْـفِــرَاقِ لـِقَــاءُ

وَالـلَّــهُ أَوْلَاكِ الْـجَـمَـالَ وَسِـحْــرَهُ
مَـا لَـمْ تَـحُـزْهُ بُـثَـيـنُ أَوْ عَــفْــــرَاءُ

جَـرَّمْـتِـنِـي بِـجَـرِيـــرَةٍ لَـمْ أَجْـنِـهَـا
وَالْـقَـلْـبُ مِـمَّـا تَـدَّعِــيـــهِ بَـــــرَاءُ

فَعَلَامَ صَـدَّقْتِ الْعَـذُوْلَ بِمَا افْـتَـرَىٰ
وَكَـأَنَّـمَـا قَـــوْلُ الْـوُشَــاةِ قَــضَــاءُ

طَــوْرًا تُـبَـادِلُـنِـي الْـغَــرَامَ.. وَتَــارَةً
عَــنِّــي تَـبِــيــنُ كَـأَنَّــنَــا أَعْـــــدَاءُ

رَمَـقَـتْ بِـأَحْـوَرَ لَـوْ تَـمَكَّـنَ طَـرْفُــهُ
مِـنْ جَـلْـمَـدٍ لَأَفَــاضَ مِـنْـهُ الْـمَـاءُ

يَـا تَــوأَمَ الْأَقْــمَـــارِ آمَـــــلُ رَأْفَــةً
مَـا لِـلْـمُـتَــيَّــمِ دُوْنَـهَـا شُـفَـعَـــاءُ

جُـودِي عَلَى قَـلْـبِـي، بِوَصْلٍ مُرْتَجًى
فَـلَـعَــلَّ فِـي بِـــرِّ الْـوِعُــودِ رَجَـــاءُ

وَسَـأَكْـتُـمُ الـسِّـرَ الَّـذِي مَـا بَـيـنَـنَـا
فَـأَنَـا لِأَسْـــــرَارِ الْـغَــــــرَامِ وِعَـــاءُ

لَا تُـنْصِتـي لِلْـعَـاذِلِـيْـنَ بِـمَا وَشَــوْا
أَوْ تَـأْبَـهِـي لِـلْـقَــوْلِ حَـيْـثُ أَسَــاؤا

أَنَا نُـورُ لَـيْـلِكِ حَـيـثُمَا أشتدَّ الدُّجَى
وَسِــرَاجُــهُ لَـو جَــارَتِ الـظَّـلْـمَــاءُ

مَـا حِيـلَـتِـي قَـالَتْ وَثَـغْـرُهَـا بَاسِمٌ
فَاحكُـمْ عَلَى مُـضْنَـاكَ كَـيفَ تَشَــاءُ

يَا لَائـِمـي فِي حُـبِّ أَوْصَـافِ الْـمَهَا
فِـيْـهِـنَّ مِـنْ صُـورِ الْـبَــهَـاءِ بَـهَـــاءُ





هيثم النسور