مَا أَطْيَبَ العَيْشَ لَوْلا كَثْرَةُ الكَذِبِ
لَقَدْ أَضَرَّ بِعَيِشِي كُلَّ مْصْطَحِبِ
لَمْ أَلْقَ فِيْهِمْ صَدِيْقَاً صَادِقَاً أَبَدَاً
إِلَّا قَلِيْلاً وَبَيْنَ القَشِّ وَالحَطَبِ
حَتَّى ظَنَنْتُ بِأَنَّ اللُّؤْمَ مَذْهَبَهُمْ
كَالنَّارِ تَأْكُلُ مَا فِي الحَقْلِ مِنْ عُشُبِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ النَّاسَ خَادِعَةً
تَدُسُّ فِيْنَا سُمُوْمَ الغَدْرِ فِي العَصَبِ
قَدْ صَارَ مِثْلِي كَمَنْ فِي الغَارِ صَاحِبُهُ
يَبْكِي، وَلٰكِنْ وَقَاهُ اللٓهُ مِنْ كُرُبِ
ثُمَّ اصْطَفَاهُ إِلى العَلْيَاءِ فِي أُمَمٍ
بَيْنَ التَّنَاحُرِ وَالتَّعْظِيْمِ بِالنَّسَبِ
كَانُوا شَتَاتَاً كَمَا الحَصْبَاءُ ذَلَّلَهَا
يَمْشِي عَلَيْهَا مَطِيَّ الخَيْلِ بِالرَّكِبِ
هَلْ بَاتَ حَظِّي مِنَ الدُّنْيَا وَأَعْجَبُهَا؟
أَنِّي غَرِيْبٌ عَنِ الأَعْجَامِ وَالعَرَبِ
أَنِّي غَرِيْبٌ كَمَنْ قَدْ مَاتَ مُنْصَلِبَاً
بَيْنَ اليَهُوْدِ، وَإِنِّي غَيْرُ مُنْصَلِبِ
قَدْ صَارَ قَوْلِي إِلى الأَطْيَارِ أُغْنِيَةً
وَذَاكَ يُغْنِي عَنِ التَّلْوِيْحِ بِالكَذِبِ
مَقَالَةُ الحَقِّ إِنِّي فِيْكَ قَائِلَهَا
إِذْ كُلَّمَا لاحَتِ النَّجْمَاتُ فِي رَجَبِ
يُنْبِيْكَ قَوْلِي بِأَنَّ الحقِّ أَسْلُكُهُ
مَا دَامَ فِي الأَرْضِ أَفْعَالٌ مِنَ النَّكَبِ
طارق مليشو