كيف تتعاملين مع مشكلة حرمان طفلك من النوم؟

معروف أن النوم يلعب دورا مهما في تحسين القدرة على التفكير، وتعزيز الجهاز المناعي، وضبط ضغط الدم وتنظيم الهرمونات.
كما أن له بأهمية خاصة بالنسبة لدعم نمو الأطفال، لا سيما أنهم أكثر حاجة إلى النوم من الأفراد الأكبر في السن.
مدير معهد طب النوم التابع لمستشفى جزيرة ستاتن الجامعي، الدكتور توماس كيلكيني، قال إن الأشخاص الذين ينامون عدد ساعات أقل من الوقت الذي يوصى به يوميا قد تظهر عليهم علامات الحرمان من النوم، وهي المشكلة التي يجب أن تنتبه إليها الأم وأن تبدأ في التعامل معها نظرا لما تنطوي عليه من تداعيات قد تضر بصحة أطفالهم في الأخير.

وبينما قد تظهر آثار الحرمان من النوم على الأفراد البالغين في صورة الشعور بتعب خلال النهار، فإن الوضع يختلف بالنسبة للأطفال، الذين تظهر أعراضهم بشكل مختلف، وقد تظهر في صورة تهيج، نشاط زائد، نفاد الصبر أو القيام بتصرفات غريبة.
وأشار كيلكيني في هذا السياق إلى أن صعوبة الاستيقاظ في الصباح من العلامات الشائعة، إذ يؤدي ذلك لبدء تأخر الطفل عن المدرسة، وقد ينتهي الأمر بتغيبه عن الحضور.

كيف يمكن التعامل مع حرمان طفلك من النوم؟
أوضح دكتور كيلكيني أن مقدار النوم الذي يحتاجه الطفل يتوقف على السن، فالأطفال الصغار يحتاجون من 11 لـ14 ساعة بما في ذلك وقت القيلولة، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 لـ 5 سنوات، فيحتاجون للنوم ما بين 10 لـ 13 ساعة بما في ذلك وقت القيلولة.
أما الأطفال من سن 6 لـ 14 عاما، فيجب أن يناموا ما بين 9 لـ 12 ساعة يوميا، ويحتاج المراهقون حتى سن 17 عاما للنوم ما بين 8 لـ 10 ساعات كل ليلة.
ويُنصَح حال ملاحظتك أن طفلك لا يحصل على ما يكفيه من ساعات النوم المفترضة اللجوء للطبيب من أجل فحص الحالة عن قرب والتأكد من عدم وجود مشاكل طبية وراء ذلك، لا سيما وأن هناك اضطرابات مثل انقطاع النفس النومي، والذعر الليلي، وسلس البول الليلي من الممكن أن تضر بجودة نوم الطفل، ما يؤدي لزيادة الميل للنعاس.

وشدد الباحثون كذلك على ضرورة الانتباه لمشكلات أخرى من ضمنها الشخير، وصرير الأسنان، والمشي أثناء النوم أو التحدث أثناء النوم، لأنها قد تكون أعراضًا لحالة أكثر خطورة.
وأوصى الدكتور كيلكيني بوضع قواعد يومية للنوم، تشمل تجنب القيلولة في وقت متأخر من اليوم، والابتعاد عن الكافيين والسكر في المساء وتجنب التمارين أو الأنشطة البدنية قبيل موعد النوم بساعات قليلة، مؤكدا أن الأفضل هو أن تعودي طفلك على القيام بنشاطات خفيفة قبل النوم كمشاهدة التلفاز، قراءة كتاب أو الاستماع للموسيقى، مع الاهتمام بتقليل إضاءة الغرفة وتعليم الطفل أن غرفة النوم للنوم فقط وليس لأي شيء آخر.