وكطفل كنتُ أبحث عن مبرر صغير للإقناع ..
كنتُ أجاهد كي لا يفطن أحد لهشاشتي وضعفي وأخطو إليك بثبات ...
وكان لا يعنيك إلا نقاط ضعفي ...
يستهويك بكائي وتستلذ لأسفي ويستطيب لك اعتذاري ..
لك
انت يا سيدي شيئاً أخر غير حبيبي ...
كنت اليقين الذي أعيشه والحقيقة الوحيدة في حياتي ...
كنت شيئاً أخر أعمق من كل تصوراتهم ...
كنت المبرر الصغير للإقناع بجدوى الحياة في أبجدية مليئة بأنين وحب وحنين وأمل .....
وكنتُ أعيش داخل حروفي قصة حب لا تنتهي ...
وأتنفس بعمق في رحاب كلماتي وأحيا بالمد بالجنون بالهمزة بالكسرة بالسكون ...
لا تعني لي الحياة خارج مدارات الكلمة ولا أعنيها في شيء ...
أبكي وأصرخ وأندب في مأتم كلمة ...
أفرح وأرقص وأبتهج لعرس الحروف ....
وأندب حظاً لا يأتيني فيه الألف طائعاً منحنياً مكسوراً وأُجن كي
يتمدد أمامي ياء لغتي مسروقاً ومحزوناً ومبعثراً
هذه هي الحروف من الألف إلى الياء ترتجف أمامي بأنينها ..
وحنينها .. بعنفوانها .. وشموخها .. تقف ..
تنقاد بأوامري تنصاع لي خائفة من سطوتي مرتجفة خائرة فزعة من قسوتي ..
وها هو الضاد أمامي منطرحاً مغشياً عليه .. وها أنا ذي ...
أبحث عن مبرر صغير لإقناع كاهنة البربر
التي تسكنني بأن تهبط من جبل الأوراس ..
وأن لا جدوى من الانعزال في محراب عبثيتي وجنوني ..
كان يجب أن أعود إلى طبيعتي بشراً يسمى امرأة من جديد
بقلم صديقه
سيدة الكلمات
راق لي
وسيروق لكم
اصدقائي