هذه الظاهرة طبيعية وتحدث بصورة منتظمة في كامل بقاع العالم إلا أنه نادرا ما يتم مشاهدتها في الجزائر
هناك فرق بين الكرات النارية والنيازك (شترستوك)
قال الدكتور جمال ميموني رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك الجزائرية ورئيس الجمعية الفلكية الأفريقية -في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف- إن الجسم الفضائي الذي شوهد ليل الأحد السابع من مايو/ أيار الجاري في الكثير من المناطق الشمالية للجزائر لا يمكن الجزم بأنه نيزك، وإنما هو على الأرجح كرة نارية ملتهبة.
وكان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر قد تداولوا صورا وفيديوهات لهذه الكرة النارية التي أضاءت السماء ومرّت بسرعة قوية من الجهة الغربية للجزائر نحو الجنوب الشرقي، في ظاهرة لم تتجاوز بضع ثوان.
وأصدر مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية بالجزائر أمس الثلاثاء بيانا توضيحيا حول هذه الظاهرة، قال فيه إن الجسم دخل الغلاف الجوي بسرعة فوق صوتية واتخذ مساره على ارتفاع يتراوح ما بين 25 و40 كيلومترا.
الفرق بين النيزك والكرة النارية الملتهبة
وأوضح ميموني أن هناك فرقا بين النيزك والكرة النارية الملتهبة، فالنيزك تسمية نطلقها على الشظايا والأحجار التي تسقط على الأرض، أما الكرة النارية الملتهبة فهي حجر مُحترق يُصدر عند دخوله الغلاف الجوي وميضا ونورا ساطعين ثم يواصل مساره بعد خروجه من الغلاف الجوي ولا يسقط.
وأضاف "حسب التقارير التي اطلعنا عليها فإن هذا الجسم كان شديد اللمعان إلى درجة أن نوره تمت مشاهدته من مناطق في جنوب إسبانيا، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون نيزكا، لكن لا أحد لحد الآن قد شاهد شظاياه، ومن ثم لا يمكن الجزم إن كان نيزكا حقا أم لا".
ورغم أن هذه الظاهرة طبيعية وتحدث بصورة منتظمة في كامل بقاع العالم، فإنه نادرا ما يتم مشاهدتها في الجزائر، ويقول المتحدث نفسه "ربما تحدث عشرات المرات في العديد من بقاع العالم، لكن نادرا ما تحدث في الجزائر، فربما لم نشاهد مثلها منذ 20 أو 30 سنة، ولذلك فهي ظاهرة فلكية مثيرة جدا، كما يمكن مشاهدتها في النهار إذا كان الوميض لامعا جدا".
وحسب التقديرات الأولية، فإن ضوء هذه الكرة قد يكون أكثر بـ100 مرة إلى ألف مرة من لمعان ضوء القمر عند اكتماله، حسب ما أضاف ميموني.
هل هناك خطورة عند حدوث مثل هذه الظواهر؟
وفي سؤال عمّا إذا كانت هذه الكرة قد تشكل خطرا على السكان، قال الدكتور جمال ميموني إنه في هذه الحالة لم تشكل أي خطر، لكن هناك حوادث مماثلة كانت قد شكلت خطرا في السابق عند اقترابها أكثر من سطح الغلاف الجوي حيث تصدر عنها موجات صوتية صادعة.
وأوضح أن "ذلك يتوقف على حجم الجسم واقترابه من كوكب الأرض، لأن سرعته فوق الصوتية تنتُج عنها موجات صوتية قد تتسبب في كسر زجاج نوافذ البنايات والسيارات، وقد تنتج عنها أضرار جسيمة".
كما ذكر بيان مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية بالجزائر أن هذه الظاهرة الفلكية تحدث في العالم باستمرار بمعدل 10 مرات في السنة.