"الأقوى على الإطلاق" .. رصد "توهج فائق" من نجم بعيد يفوق بعشر مرات أكبر توهج من شمسنا


Gettyimages.ru gremlin
صورة تعبيرية

شهد فريق من العلماء واحدة من أكثر التوهجات النجمية قوة على الإطلاق في نظام نجمي مزدوج اكتشف في كوكبة الجبار.
ويُطلق الانفجار الهائل للإشعاع النجمي الذي يُطلق عليه اسم "الوهج الفائق"، كتلة أكبر بعشر مرات من أي توهج نشأ من الشمس على الإطلاق، وفقا لبحث جديد نُشر في مجلة الفيزياء الفلكية.

وفي حين أن الآلية الكامنة وراء هذه التوهجات الوحشية ما تزال غير مفهومة جيدا، يشير البحث الجديد إلى أن الكواكب الفائقة تنشأ من النجوم شديدة النشاط مغناطيسيا.
وكتب مؤلفو الدراسة أن هذه الكواكب الفائقة قد تكون مصحوبة بانفجارات هائلة من الجسيمات المشحونة التي يمكن أن تدمر الحياة على أي كواكب في خط إطلاقها. (لحسن حظنا، الأرض ليست واحدة من تلك الكواكب).
وفي بحثهم الجديد، استهدف علماء الفلك نظاما نجميا يسمى V1355 Orionis (أو HD 291095) والذي يبعد نحو 400 سنة ضوئية عن الأرض ويتميز بنجمين يدوران حول بعضهما البعض.
وتنتمي هذه النجوم إلى فئة من النجوم المعروف عنها أنها تأوي العديد من البقع الشمسية - وهي مناطق مظلمة بحجم الكوكب تتشكل نتيجة للنشاط الكهرومغناطيسي المكثف - والتي تم ربطها بتوهجات فائقة أخرى مرصودة.
وبشكل عام، تحدث التوهجات النجمية عندما تتشابك خطوط المجال المغناطيسي في الغلاف الجوي للنجم وتلتقط وتعيد الاتصال، ما يؤدي إلى حدوثانبعاث قوي من الإشعاع يمكن رؤيته عبر الطيف الكهرومغناطيسي بأكمله.

وفي الشمس، قد تكون التوهجات مصحوبة بحلقات بلازما شاهقة، تُعرف باسم شُواظ (prominences)، والتي يمكن أن ترتفع عشرات الآلاف من الأميال فوق سطح الشمس. وإذا تم إطلاق هذه البلازما الشمسية بسرعة كافية، يمكن أن تتحرر من الشمس وتصبح انبعاثات كتلية إكليلية (CME)، كتلة هائلة من الجسيمات عالية الطاقة التي يمكنها إخراج الأقمار الصناعية من المدار إذا صادف أن يكون كوكبنا في مسارها.
ومن خلال الجمع بين الملاحظات من القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابع لناسا، وتلسكوب Seimei في اليابان، درس العلماء نظام النجوم البعيدة بأطوال موجية متعددة من الضوء لالتقاط الصورة الأكثر اكتمالا الممكنة لتطور التوهج الفائق.
ووجدوا أن التوهج بدأ بواحدة من أقوى الانفجارات النجمية على الإطلاق - شواظ (لهب/ توهج) عالي السرعة ينفجر من أحد النجوم بسرعة تزيد عن 2.2 مليون ميل في الساعة (3.5 مليون كم / ساعة).
وكتب المؤلفون أن هذا الانفجار تجاوز بكثير سرعة هروب النجم، حيث أطلق تريليونات الأطنان من المادة المشحونة كهربائيا إلى الخارج في ما قد يكون واحدا من أكبر الكتل التي تمت ملاحظتها على الإطلاق.
وليس من المؤكد بالضبط كيف ستؤثر هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية الكبيرة القوية على الحياة على أي كواكب سيئة الحظ تعترض طريقها، لكن العلماء قالوا إن التأثيرات ستكون كارثية أكثر بكثير من تلك المرتبطة بأسوأ الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي ضربت الأرض.
وفي نهاية المطاف، فإن اكتشاف هذا التوهج الضخم ليس تحذيرا لكوكبنا بقدر ما هو تحذير في البحث عن الحياة في عوالم أخرى: قد لا تكون الكواكب حول أنظمة النجوم الفائقة مغناطيسيا مثل V1355 Orionis هي أفضل الأماكن للبحث.
المصدر: لايف ساينس