المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: October-2022
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,472 المواضيع: 26,311
آخر نشاط: 1/November/2023
ريانة برناوي أول رائدة فضاء... السعوديات يقتحمن مجالات عمل كانت حكرا على الرجال
ريانة برناوي أول رائدة فضاء... السعوديات يقتحمن مجالات عمل كانت حكرا على الرجال
نشرت في: 09/05/2023
تعتزم السعودية إرسال أول رائدة فضاء في 21 أيار/ مايو 2023. من المفترض أن تصل ريانة برناوي إلى محطة الفضاء الدولية على متن رحلة خاصة لسبيس إكس. وذلك في مسعى جديد من النظام الملكي لتغيير صورته المحافظة لكنه يعكس بنفس الوقت ظهور جيل جديد من النساء السعوديات المتفوقات دراسيا والمؤهلات علميا لشغل وظائف ومناصب عليا بالمجتمع كانت حكرا على الرجال.
ريانة برناوي، البالغة من العمر 33 عاما، هي أحد رموز التحرر السريع للمرأة الذي تشهده المملكة العربية السعودية. خُصص لها، الأحد في 21 أيار/ مايو، مقعد في صاروخ سبيس إكس لنقل أربعة رواد فضاء، بينهم سعوديان، إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) من كيب كانافيرال، في الولايات المتحدة. يأتي هذا الإنجاز بعد أن كانت المرأة السعودية، قبل نحو ست سنوات، غير قادرة على قيادة السيارة.
نظمت هذه المهمة الخاصة التي ستستغرق عشرة أيام شركة إكزاومي سبيس. وهذه هي الرحلة الثانية التي تنظمها هذه الشركة الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية. الأولى، إكس-1، أقلت ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق لقضاء أسبوعين على متن محطة الفضاء الدولية إ.إس.إس في نيسان/أبريل 2022.
سيرافق ريانة برناوي الطيار الحربي السعودي علي القرني وبيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في ناسا التي سبق وأن زارت محطة الفضاء الدولية ثلاث مرات ورجل الأعمال الأمريكي جون شوفنر، الذي سيكون الطيار.
جيل جديد من السعوديات
الهدف من هذه المهمة القصيرة، بقيادة الخبيرة بيغي ويتسن، هو إجراء بحث علمي تم على أساسه اختيار ريانة برناوي. حيث تخرجت برناوي من كلية العلوم الحيوية الطبية من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا وجامعة الفيصل بالرياض، واكتسبت أكثر من تسع سنوات من الخبرة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية.
يؤكد أرنود لاتشيريت، وهو مؤلف كتاب "المرأة هي مستقبل الخليج. ما تقوله الحداثة العربية عنا"، أن ريانة برناوي "هي رمز هذا الجيل من النساء السعوديات اللواتي درسن في الخارج وحصلن على شهادات علمية خلال السنوات العشر الماضية من جامعات مرموقة للغاية، وعُدن لاحقا إلى الرياض وتم تعيينهن في مناصب عليا".
أرنود لاتشيريت، وهو أستاذ في كلية سكيما للأعمال وكان يترأس ماجستير إدارة الأعمال في دبي قبل بضع سنوات، لاحظ التحاق العديد من السعوديات في الثلاثينيات من العمر والمنتميات للطبقات المتوسطة بدروسه للتعلم بعد فتح سوق العمل للنساء في السعودية. حتى عام 2012، كان يُسمح للنساء السعوديات فقط بممارسة الوظائف البعيدة عن الأنظار، لا سيما في المكاتب أو المحلات التجارية.
منذ ذلك الحين، تسارعت الأمور ووصلت نسبة النساء ضمن القوى العاملة إلى 37٪ عام 2022. وشملت هذه الزيادة جميع القطاعات، بما في ذلك الدفاع والأمن. يؤكد الباحث بشأن هذا الجيل من النساء في الثلاثينيات من العمر والحاصلات على تعليم عال أنه "قبل عشر سنوات، عدة اختصاصات، لا سيما العلمية، لم تكن متاحة لهؤلاء النساء. كان الحل الوحيد بالنسبة لهن للحصول على تعليم متخصص في الهندسة أو التكنولوجيا هو السفر إلى الخارج. الفتيات المنتميات للعائلات الأكثر ثراء ذهبن إلى أوروبا والولايات المتحدة وعدن بمؤهلات أكثر من أقرانهن من الذكور"، ويوضح "فيما رجال هذا الجيل ظلوا بالسعودية حيث لا يحتاجون إلى التعليم العالي لدخول سوق العمل".
خطة "رؤية 2030"
بالعودة إلى البلاد، تستفيد هؤلاء النساء السعوديات الآن من الامتيازات التي تشكل جزءا من استراتيجية تحديث واسعة للمساهمة في انفتاح المملكة وتنويع اقتصادها. رحلة ريانة برناوي إلى الفضاء هي أيضا جزء من خطة "رؤية 2030"، وهي برنامج واسع للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بدأها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كجزء من برنامج الطيران المأهول، تقوم الدولة أيضا بتدريب رائدي فضاء آخرين، أحدهما امرأة، هي مريم فردوس.
لكن هذه ليست الرحلة الاستكشافية الأولى من نوعها لهذه الدولة الغنية بالنفط. ففي عام 1985، شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان في مهمة ناسا ديسكفوري الأمريكية.
بالنسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يُنتقد بسبب القمع الشديد لخصومه، ولا سيما الناشطات النسويات، الأمر يتعلق في المقام الأول بإعادة صياغة صورته.
ويشيرأرنود لاتشيريت إلى أنه "يتم تسليط الضوء على المرأة في مجال العمل، لكن من الواضح أيضا أن المشروع يغذيه الاتصالات السياسية". هذه الحقيقة لا تجعلنا ننسى استمرار انعدام المساواة بين الرجل والمرأة. ويتابع الباحث "هناك دائما امتيازات للرجل وسينجح الرجل بسهولة أكبر في عالم العمل، حتى مع شهادات ومؤهلات أقل".
ناهيك عن نظام ولاية الرجل. رغم أنه تم تخفيفه بشكل كبير إلا أنه لا يزال ساريا في البلاد، ويمثل دافعا للتمييز ضد المرأة، كما أشارت منظمة العفو الدولية مؤخرا في بيان نُشر في مارس/ آذار الماضي.
بيان شاركته الناشطة الحقوقية لينا الهذلول، وقالت في صحيفة فانيتي فير في يناير: "تعتبر النساء قاصرات حتى نهاية حياتهن".
"من الواضح الآن أنهن بإمكانهن قيادة السيارة أو التعلم، لكن هذا لا يعني أن أساس هذا النظام قد تم هدمه (...) بصراحة، يمكننا أن نأمل الكثير طالما أننا نلتزم الصمت. يمكن للنساء أن يصبحن طيارات أو رائدات فضاء، طالما أنهن لا يزلن خاضعات. يكفي فقط أن يكون لهن العائلة المناسبة التي تسمح لهن بفعل الأشياء. إنه حقا اليانصيب".
سجنت شقيقتها الناشطة النسوية لجين الهذلول لأكثر من 1000 يوم في سجن سعودي قبل إطلاق سراحها عام 2021 وتقول إنها تعرضت للتحرش الجنسي والتعذيب. ولا تزال ممنوعة من مغادرة البلاد.
مؤخرا، في يناير/ كانون الثاني، حُكم على سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه وأم لطفلين، بالسجن 27 عاما بتهمة مشاركة تغريدات لمعارضين بينها رسائل نشرتها لينا الهذلول للمطالبة بالإفراج عن أختها.