صباح الخيريا عَسَليّةَ العينينِ
فالخوخُ الذي في وجنتيكِ
كسَلّةٍ ورديّةٍ وهبَ الحياةَ
إقامةً جبريّةً في قلبيَ
المنفيِّ من بلدِ المحبّةِ
عينُكِ اليمنى جوازٌ
يحملُ الختمَ الإلهيَّ الفريد
وعينُكِ اليسرى البُراقُ
أنا أودُّ الآنَ تقديمَ اعتذارٍ
لانشغالي ليلةَ الأمسِ
الحقيبةُ لم تكن تكفي
لهذي الرِّحلةِ
السَّفرُ الممتدُّ
يا عَسَليّةَ العينينِ
يحتاجُ الكثيرَ من الحقائبِ
لا أرى شيئاً يناسبُ سفرتي
أحشو بهِ قلبي
وجوفَ حقيبتي الا الكثيرَ
منَ الهدوءِ ، الدّهشةِ ، الإعجاب
والتّركيزِ يا عَسَليّةَ العينينِ
سوفَ أُخَمِّنُ المُستقبلَ المخفيَّ
بالتّحديدِ ماذا سوفَ يحدثُ
لو قطعتُ الآن تذكرةً بكرسيٍّ سياحيٍّ؟
يُطلُّ على خدودكِ في الطّريق
مزارعُ الخوخ الغزيرة لن تفارقَ عينَ قلبي
والمميّزُ أنَّ نافذتي
تتيحُ ليَ التّمعُّنَ جيّداً بالمستحيل
على وكالاتِ الفضاءِ وكلِّ تلّسكوب
ابنُ الهيثم الماضي يفكّرُ بالتّراجعِ
بعدَ أن حدّثتُهُ عن سفرتي
في عينِكِ اليسرى فقط
لن أكملَ التّصريحَ يا عسليةَ العينينِ
فالكونُ الكبيرُ مليئةٌ أجفانُهُ
بالحبِّ والأسرار.







حميد السيد ماجد