من أين يأتي هذا المشاكس ويجعلنا أن نحترم ذاتنا ونريح أنفسنا؟
بعد خيبتي بالناس، تعلمت أن حب النفس ليس أنانية.. جورج برنارد شو
عندما نفكر في طرق مختلفة للعناية بأنفسنا، تتبادر إلى الذهن العديد من الأفكار مثل التأمل أو إراحة النفس والجسد أو حتى ممارسة الرياضة، لكن غالبا ما يتم التغاضي عن ممارسة واحدة، ألا وهي اختيار الأشخاص من حولنا وتحديث علاقاتنا المتآكلة!
الإنسان أولاً وقبل كل شيء كائن علائقي وان إحاطة نفسه بالأشخاص الذين يشعر معهم بالرضا والذين يمكن الاعتماد عليهم أمرا ضروريا لتوازن الحياة والصحة العقلية. سواء أكنا ندرك أم لا، فإن الأشخاص من حولنا يؤثرون بشكل كبير على حالتنا الذهنية فالحياة أقصر من أن نحيط أنفسنا بأشخاص لا يجعلوننا سعداء، فمن الأفضل إعطاء الأولوية للجودة على الكمية.
وداعا لملوك الدراما
نحن في أوقات معينة بحاجة إلى إحاطة أنفسنا بأشخاص يفهموننا ويتقبلوننا، لذا من المهم عندما يرتبط الأمر برفاهيتنا الداخلية يحين الوقت لمعرفة كيفية فصل الأشخاص الذين ينشطوننا عن أولئك الذين يرهقوننا... وبقدر ما يبدو ذلك من الصعوبة، لكن فرز من هم حولنا يتم بسهولة عندما نحصل فعلاً على ما بداخلنا، فعندما نفكر في الأمر يتبادر إلى ذهننا سؤال مهم وهو لماذا نضيع طاقتنا ووقتنا على أشخاص لا يضيفون قيمة إلى حياتنا؟ فواحدة من الاهتمامات بالنفس هو منح أنفسنا الحب والاهتمام الذي نستحقه، من خلال توسيع طريقة التفكير لتشمل دائرة من نختار بعناية عندها سنلاحظ فرقا كبيرا في حياتنا اليومية.
إلى الذين حرموا أنفسهم
لدينا جميعا طاقة حيوية وطاقة احتياطية لكنها مع مرور الزمن يتم استنزافها لذا تكمن إحدى نقاط القوة العظيمة لصانعي التغيير النفسي في تلك الطاقة التي يجب أن نغذيها من خلال الشغف لقيمنا النفسية النبيلة والإيجابية. فكلما زادت طاقتنا ازدادت تلك القوة والعكس صحيحا خصوصا عندما تحين الحاجة لإنجاز مهمة أكبر بعيدا عن تسميم حياتنا ونهمل أنفسنا وأرواحنا.
يجب أن نحمي رفاهيتنا الفردية التي تؤدي إلى الرفاه الجماعي، فهي تشع وتؤثر بشكل إيجابي على الأشخاص من حولنا وهناك قول معروف لرجل أعمال "إذا حملت العالم على كتفيك، فلا يسعك إلا أن تكون ثقيلا على الآخرين.
إننا لا نستطيع أن نفعل كل شيء، ولا نغير كل شيء بمفردنا ولا ينبغي لأحد أن يحمل ثقل العالم على أكتافه، ولا يملك القدرة على إنقاذه وحده فان كل فرد له دور يلعبه في تحقيق توازن جديد والمساهمة في بناء عالم أكثر عدلاً يحترم الإنسان.
لذا يجب على كل واحد منا أن يجد طريقه لملء خزان الطاقة، أما بالنسبة لأولئك الذين حرموا أنفسهم لفترة طويلة من الاهتمام بالنفس، يجب نبني عادات جديدة من خلال رعاية الذات وتقديرها، وإعادة ابتكار النفس بشكل إيجابي وتدريجي، وتفعيل خاصية الرقيب الداخلي ليشاكسنا ويجعلنا نقف أمام ذاتنا بكل احترام.
علي الطالقاني