العراق في الأمم المتحدة: أزمة المياه تهدد أمننا الغذائي




الرئيس العراقي رشيد خلال مشاركته في مؤتمر نيويورك للمياه
كشف رئيس الجمهورية العراقية عبداللطيف رشيد، عن حجم الأزمة المائية التي تعيشها البلاد وتفاقم شدتها بما يهدد الأمن الغذائي.
فيما ناشد الأمم المتحدة للتدخل لاتخاذ إجراءات للحد من آثار التغير المناخي.

وقال رشيد خلال كلمة ألقاها بمؤتمر الأمم المتحدة للمياه بنيويورك تابعتها "العين الإخبارية"، إن "العراق يواجه أزمة مياه غير مسبوقة، وهي تشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي وتتسبب النزوح".


وأضاف رشيد، أن "نقص المياه يشكل مخاطر كبيرة على نظام الأغذية الزراعية والنظام البيئي والاستقرار الاجتماعي بالعراق"، لافتاً إلى أن "هنالك حاجة ماسة لإيجاد حلول مستدامة لأزمة المياه"، مشيراً إلى أن "نهري دجلة والفرات يعدان شريان الحياة للعراق والأهوار هي جزء حيوي من الحضارة الإنسانية".
وزاد بالقول: "من المتوقع أن تزداد احتياجات العراق من المياه في العقد المقبل بسبب النمو السكاني"، لافتاً إلى أن "مصادر المياه الأساسية مستمرة في الانخفاض بسبب سياسات المياه بدول الجوار".
وناشد الرئيس العراقي خلال كلمته الأمم المتحدة "لاتخاذ إجراءات جادة لتقليل آثار تغير المناخ بالعراق".
ووصل رئيس الجمهورية رشيد أمس الثلاثاء،إلى الولايات المتحدة استجابة لدعوة رسمية تلقاها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمشاركة في أعمال مؤتمر نيويورك للمياه الذي تنظمه الأمم المتحدة من ٢٢- ٢٤ مارس/ آذار الحالي.
يأتي ذلك في وقت أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة إلى الجارة تركيا، أمس الثلاثاء، تستهدف مناقشة الملفات العالقة من بينها أزمة المياه.
ويعيش العراق منذ سنوات عديدة أزمة مياه آخذة بالتصاعد عامًا بعد آخر مما تسببت بهلاك آلاف الدوانم الزراعية واتساع رقع التصحر في البلاد مما ينذر بمخاطر بيئية كارثية.
ويصنف العراق واحد من الدول الخمس في العالم التي تعاني التقلبات المناخية مما يفرض على صناع القرار إيجاد المعالجات الاستراتيجية الآنية والسريعة لتجاوز خطر تلك الظاهرة العالمية.
ويعتمد العراق على المياه التي تتدفق من نهري دجلة والفرات وبعض الروافد والأنهار التي تصب في أراضيه من خارج الحدود.
وعمدت تركيا وإيران منذ سنوات من خنق المياه عن الأراضي العراقية بإقامة السدود وتغيير مجرى الأنهار والروافد فيما تواصل بغداد الخوض في مطالبات ومفاوضات مع أنقرة وطهران بشأن تقاسم المياه وإطلاق الحصص المقررة.
ويبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات في العراق نحو 53 مليار متر مكعب سنويا، بينما تقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب.
وفقا لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي"، فإن العراق سيكون أرضا بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل النهران العظيمان إلى المصب النهائي في الخليج العربي، وتضيف الدراسة أنه في عام 2025 ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جدا في عموم البلاد مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد.
وأواخر الشهر الماضي، أظهرت صوراً ومقاطع فيديو عبر مواقع "السوشيال ميديا"، انخفاضاً كبيراً يصل إلى مرحلة الخطر البالغ لنهري دجلة والفرات في المدن الجنوبية من البلاد.
وكشفت تلك المنشورات عن عبور جمع من المواطنين نهري دجلة والفرات بمحافظة ميسان بعد أن بات القاع واضحاً ويرى بالعين المجردة.