لا تأت بالأخبار يا هدهد

..

الهدهد الآتي بأخبارٍ
ولم يرتحْ جناحا
باليقين الأبلج

..

متهدل
بمسافة الرؤيا التي منها أتت
أخبار هل من مخرج؟!

..

ماتت يقينياتنا في طيرنا
في نغمة من صوته المتهدِّجِ

..

أن ليس تفرجُ
أفقنا أن ليس تفرجُ
بعد ضيق موسع للمُفرِجِ

..

يا هدهداً
متوعد فينا سليمان إليك
عذاب نأي المُبهجِ

..

وعذاب ألا فرحة موصوفة
إلا بثرثرة
وضحك مهرِّجِ

..

لا تنقل الأخبار عن أحوالنا
كن محض طير
في مساعي الأعرجِ

..

أو راقصن
لمدى جناحك
هكذا كشبيه راقصة
بوقت تغنَّجِ

..

فالناس تعشق للتفاهة
تستحم الثرثرات
ببحر سخف أهوجِ

..

وتقول:
رقصتنا غدت أحسابنا
رقصت بنا دوما سيوف المذحجِ

..

وتساقطت كبراؤها مقتولة
مذ أجرت أسيافها للمسرجِ

..

أياك والأنباء
إنك هدهد متسلطن
في خانة المتفرِّجِ

..

وجميعنا مثل الدمى في مسرح
نحيا بشدهة ناظر متهيِّجِ

..

ونموت حصرا حين تنكسر الدمى
لفظت بها أرواحنا في الملهج

..

القاتل المقتول
من متساويان بكل رد الفعل
عند مُعرِّجِ

..

لنكون في النبأ العظيم
وشاية عن هدهد متصرف
في المنهجِ

..

أو كيف يخرج للرواية
بعد إغماض الشهود عليه
فصل مدبِّجِ

..

أرجوك لا تأتي بأخبار لنا
متنا بموت
ليس بالمستنتجِ

..

من دون أسباب
تعالت نارنا وخبت
لتطوى سيرة المتأججِ

..

باخ المصير من الجناح تهدَّلا
أي لا تهدِّل للجناح وتُحرِجِ

..

لسنا بحاجة هدهد
متصرف في النقل
عن أفق يلحُّ ويرتجي

..

الهدهد الثرثار
محتاج لنا أُذُناً
ونحن نعيش موت الأحوجِ

ِ..

أي فلتصموا الأذن عن حاجاته
أنتم لِحاجتكم بدون المولَج







سلمان عبدالحسين