ولد الشيخ الشهيد كريم عبد الحسين إبراهيم سعيد خضير الخاقاني في محافظة النجفِ الأشرفِ في ناحيةِ الحيرةِ عامَ 1974م من عائلة معروفة بالكرم والتدين والاخلاق.
بدأ حياته الجهادية في سن مبكرة، حيث تعرض الى الاعتقال في زمنِ النظامِ البائد بسببِ ولائِهِ لأهلِ البيتِ (عليهم السلام) ومعارضتِهِ للنظامِ (البعثي) أثناءَ تأديتِهِ زيارةِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السلامُ) وسُجِنَ لمدةِ أربعةِ أشهرٍ من دونِ أن يُعرَفَ عنهُ شيءٌ في مديريةِ أمنِ كربلاءَ، ثم نُقِلَ إلى مديريةِ أمنِ بغداد وبقي بالسجنِ لمدةِ سنةِ وشهرينِ تعرضَ خلالَها إلى اشد أنواعِ التعذيبِ.
وبعد إطلاقِ سراحِهِ دخلَ الحوزةَ العلميةَ في النجف الاشرف وتدرج في الدراسة حتى وصلَ إلى مرحلةِ البحثِ الخارجِ وتتلمذ على يد علماء واساتذة افاضل في الحوزة العلمية ابرزهم السيد باقر السيستاني والشيخ باقر الايرواني، فاكتسبَ من العلومِ الدينيةِ في الفقهِ والأصولِ و المعاملاتِ والعباداتِ ما تؤهلُهُ لأن يكونَ معلما لطلبةِ الحوزةِ, فكانَ شيخاً عالماً فاضلا ً محباً للعلمِ.
وعملَ الشيخ الشهيد في العتبةِ العلويّةِ المقدّسةِ و مارسَ الكثيرَ من النشاطاتِ الكبيرةِ وساهمَ بالكثيرِ من المشاريعِ الدينية والثقافية والاجتماعية.
وبعدَ سقوطِ الموصلِ بيدِ عصابات “داعش” الارهابية عام 2014 وصدور فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا، كان الشيخ الشهيد بدعمِ وتوجيهِ المقاتلينَ وأسسَ فرقةَ الإمامِ علي (عليه السلام) القتاليةِ بجميعِ أفواجِها وصنوفِها وقاد المجاهدينَ في المعاركِ جميعِها.
وقد شارك الشيخ في اغلب معارك التحرير ومنها: معركةُ امرلي, معركة جرف النصر, معاركُ بلدٍ, معركةُ جزيرةِ سامراءِ, معركةُ البو عجيل / تكريت, معاركُ النباعي والكسارات, معاركُ بيجي, معركةُ الصقلاوية, معاركُ الفلوجةِ, معركةُ الخالدية, معاركُ قادمونَ يا نينوى, معركةُ قضاءِ الحضرِ, معركةُ القيروان والبعاج, معاركُ الحدودِ السوريةِ, معاركُ بادوش, معاركُ تلعفر, عملياتُ أيسرِ الشرقاط, عملياتُ الحويجة, عمليات القائم, معركةُ الصينيةِ وجزيرةِ البادية, معركةُ مطيبيجة.
أُصِيبَ الشيخُ كريم الخاقاني في مطارِ تلعفر خلالَ اجتماعِ قياداتِ الحشدِ والجيشِ العراقي، إلا أنَّهُ استمرَ بالقتالِ وأصيبَ بعدَها خمسُ مراتٍ أثناءَ المعاركِ التي خاضَها, وفي إحدى الإصاباتِ أجْريتْ له عمليةٌ كبرى لركبتِهِ على إِثرِها.
وقد انتقل الشيخ الشهيد الى جوارِ ربِهِ إثرَ نوبة قلبية خلال رحلة علاجية في لبنان في ايار 2018 ليختتم حياة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحيات.