.
ضرب دوستويفسكي مثلاً عن الشخص الخائف من الموت ، وقال بأنه لو أتيح له أن يعيش مدى الحياة على قمة عالية لا يتسع له فيها سوى موضع قدم . لـفضَّل هذه الحياة مئة مرة على الموت ..
وقال عن المحكوم بالإعدام ، أنه حين يُساق إلى ساحة القصاص على متن عربة ، فإنه يتمنى أن تطول المسافة بينه و بين ساحة القصاص ولو شبراً واحداً
حتى إذا ما أصبح يقترب من مكان الإعدام ، أخذ يطمئن نفسه بأن ما يزال هناك مسافة شارع أو شارعين من مكان موته ..
فهو يظل مقتنع حتى اللحظة الأخيرة ، بأن ضربة من ضربات القدر ستخلصه في النهاية من حبل المشنقة ..
فرغم أن حياة هذا الإنسان في الواقع مليئة بصنوف العذاب والشقاء ، إلا أنه يفضل هذا العذاب والشقاء على أن يصبح جثة هامدة ..
فهل الإنسان حقاً "عدو ما يجهل" ؟
أم أن هناك أسباب أخرى لحب الحياة ؟ .
الجريمة والعقاب للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي