روى "التنوخي" في "المُستجاد"، أنه كانَ "لسعيد بن العاص" جارٌ أصابته ضائقة، فعرضَ داره للبيعِ بخمسينَ ألف درهم.
فلمَّا حضرَ المُشتري، واتَّفقَ معه، قالَ له الجارُ : والآن، بكم تشتري جِوار سَعيد بن العاص؟
فقالَ له الرجل: وهل يُشترى جِوارٌ قط!
فقالَ له: وكيف لا يُشترى جِوار من إذا سألته أعطاك، وإذا سكتّ َعنه ابتدأكَ، وإن جافيته وصلكَ، وإن غبتَ عنه سألَ عنكَ، وإن أسأتَ إليه أحسنَ إليكَ!
فبلغَ ذلك سعيد بن العاص، فبعثَ إليه بمئةِ ألفِ درهم، وقالَ له: أمسِكْ عليكَ داركَ، وأقِمْ في جِوارنا!
ليسَ من عبثٍ كُنا شهداء الله في الأرضِ على بعضنا!
فالمرءُ لا يُقيِّم نفسه، ولا يكتب بفخامةِ نفسه قصيدةَ مديح، هذا هو شأنُ الآخرين لا شأننا!
لستَ أنتَ الذي تُقرر ما إذا كنت َجاراً صالحاً، رأي جاركَ فيكَ أهم من رأيك!
ولستِ أنتِ التي تُقررين إن كنتِ ابنةً بارَّة، رأي أبويكِ فيكِ أهم من رأيكِ!
يُمكنك َأن تُخبرنا أنكَ زوج رائع، ولكن الخبر اليقين عندَ زوجتكَ لا عندكَ!
ويُمكنكِ أن تُحدثينا مُطَوَّلاً أي أمٍ أنتِ، ولكن الحديث ليس مُعتبراً ما لم يكُن من أبنائك!
نعم صحيح أننا لن نُرضي البعضَ مهما حاولنا، وأنَّ أنبياءً لم يُعجَبْ بهم الناس، ولكني أتحدثُ عن القاعدةِ لا عن الشواذ، عن الأصلِ لا عن الفرع!
علينا أن نرى أنفسنا بعيونِ الآخرين!
❀⌘قصص و روايات⌘