تمكن بعض العلماء من إبقاء مجموعة من الأرانب أحياء دون تنفس إلى ما قد يصل إلى خمسة عشر دقيقة ، رغم سد مجاريها التنفسية ، و ذلك باستخدام حقنة أوكسجين ، و قد اُعتبرت هذه التقنية من أهم مجالات التقدم الطبي في السنوات الاخيرة
الهدف وراء تلك التجارب هو إنقاذ ملايين من الأرواح سنوياً ، الذين يعانون من خلل تنفسي ، أو الأشخاص المصابين بانسدادٍ في المجاري التنفسية
تعتمد هذه التقنية توجيه سائل محمل بالأكسجين عبر سلسلة من الفوهات التي تصبح أصغر فأصغر، ليصبح حجم الفقاعات في نهاية هذه العملية أصغر من حجم كرية الدم الحمراء، ما يسمح بحقنها مباشرةً في مجرى الدم دون حدوث صمات داخل الأوعية (انسداد في الأوعية الدموية).
تحاط هذه الجزيئات بغشاء شحمي قابل للذوبان بعد دخول السائل إلى الجسم، يفيد هذا الغشاء في حماية الجسم من التأثير السمي لهذه المواد واحتمال تكتلها مع بعضها مسببةً انسدادًا في الأوعية الدموية.
يذوب هذا الغشاء بعد إضافة المحلول إلى الجسم فتتحرر بعدها جزيئات الأكسجين إلى كافة النسج.
أظهرت التجارب التي أُجريت على الدم البشري، أن تطبيق هذه الطريقة قد يرفع نسبة إشباع الدم الأكسجيني من 15% إلى أكثر من 95% خلال دقائق قليلة، واختلفت هذه النسبة في التجارب التي نُفّذت على الفئران إذ بلغت فقط 20-50%.
تتميز هذه الطريقة في العلاج بسهولة التحكم في جرعة الأكسجين المعدّة للحقن وتحديد حجم السوائل المعطاة، وكلاهما من العوامل الحاسمة في تدبير المرضى المصابين بآفات رئوية خطيرة.
أكد الباحثون على أن هذه الطريقة ما تزال قيد الاختبار ولم تستخدم بشكل مباشر حتى الآن، لكنهم توصلوا إلى تركيبة ملائمة لجسم الإنسان إلى حد كبير.
يجب أن تكون إضافة الأكسجين بهذه الطريقة خاضعة لحسابات دقيقة، وذلك بسبب المضاعفات التي قد تنتج عن حقن جرعات عالية أو منخفضة نسبةً إلى حاجة المريض، كذلك الخطورة التي تحملها الطريقة الخاطئة في الحقن، لذا يحرص الباحثون على تطبيق التجربة على عدد أكبر من الحيوانات قبل تطبيقها على الإنسان.
أكد العلماء على أن أجهزة الحقن الجديدة لن تحلّ مكان أجهزة التنفس الاصطناعي أو أجهزة دعم الحياة، فهي لا يمكن أن تكون علاجًا طويل الأمد، لكنها تعد حلًا مؤقتًا ينقذ حياة المريض حتى تأمين جهاز تهوية آلية، ويحميه من أذيات الأعضاء الناجمة عن نقص الأكسجة، ويقلل من نسبة حدوث توقف القلب