شهدت بغداد الاسبوع الماضي العديد من العمليات الارهابية النوعية، منها ما اعلن ومنها ما تم التظليل عليه، حيث تمت هذه العمليات وسط تشديدات امنية كادت ان تخنق المواطن، وخلت هذه المرة من تبريرات لم تكن مقنعة اصلا لبعض قادة العمليات من هنا وهناك.
ولكن بفضل الصائغ احمد ومؤسسته الرائدة النور كانت نهاية الاسبوع (يوم الجمعة) مختلقة، فقد اعادوا يوما من ايام بغداد الحضارة و اخذونا في رحلة سحرية، ذكرتنا بأيام الف ليلة وليلة بدأت بمعرض لمبدعي الفن التشكيلي العراقي كان ابرزهم (بالنسبة لي) امجد، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث كانت لوحاته تصرخ بمعاناة هذه الطبقة الواسعة من الشعب العراقي التي لم تلاقي لحد الان الاهتمام والعناية الذي يليق بحجمها المتزايد. ومن ثم انتقلنا الى الاحتفاء بواحد من مبدعينا وهو الدكتور عبد الرضا علي، وقلما نحتفل بهم فقد تعودنا التصفيق لقاتلينا ومحاربة مبدعينا، وحزنا جميعا مع الشاعر كريم راضي العماري، وهو يشبه من لا يملك وطن بطائر رجع ليلا في جو ممطر فوجد الرياح اسقطت الغصن الذي يحوي عشه. وتأملنا في معاناة الام العراقية مع الشاعرة الشابة زينب العتابي، واستمتعنا بأدائها الرائع مع فرقة كل اعضائها من ذوي الاحتياجات الخاصة، اضافة الى الكثير من المبدعين من شعراء وفنانين لم نعرف ان كانوا شيعة ام سنة ام مسيح ولم نعلم ان كانوا كردا او عرب، ولكننا نعلم يقينا ان جلهم عراقيين وطنيين جاءوا ليحتفلوا في بغداد ببغداد، جاءوا ليطلقوها صرخة مدوية بوجه قوى الظلام ان بغداد لن تركع وستبقى ابد الدهر عاصمة للثقافة العربية.