لم يُصبِني طَلَلٌ لسَفحِ "مُحَجَّرِ
أو يَسبِني طَرْفُ الغزالِ الأحوَرِ
كَلا ولا ذَرَفَت دموعي قَطرَةً
لفراقِ أفئدَةٍ وفَرطِ تَصَبَُرِ
لكنّما يُصبي فؤادي ما مَضى
مِنّي ويَسبيني لِذاكَ تَذَكُّري
مَجدٌ تليدٌ أدرَكَت "سبَأٌ" بهِ
شَرَفًا تَقَلَّدَهُ قبائلُ "حِميَرِ"
وعزيمةٌ يَمَنِيَّةٌ من "تُبَّعٍ"
وقريحةٌ تُنمى لِ"وادي عَبقَرِ"
فتَمَدَّني ما شئتِ أن تَتَمَدَّني
وتَحَضَّري ما شئتِ أن تتَحَضَّري
الشّمسُ إنْ فَخرَت على شعَرائها
كانوا كواكبَها وكنتُ "المُشتَري"
أنا من ذُرى "سُجُدٍ" و"رَيحانَ" العُلا
وقُرى "عَرَمتى" و"الشَّقيفِ" و"زَوطَرِ"
وأنا ابنُ "ياطَرَ" و"الدُّوَيرِ" و"مَركَبا"
و"كَفَركِلا" وابنُ "الخِيامِ" و"سُحمُرِ"
وأنا ابنُ "عَيتا" وابنُ "عَيناتا" الإبا
وأنا ابنُ "عامِلَ" و"الجنوبِ" الأخضَرِ
أنا من "شُعَيبٍ" بل و"سَيِّدْ مُصطَفى"
أنا منهُما أنا من "نجيبِ المُنذِري"
حَمَلَت يدِي عَلَمًا لِ"صادِقِ حَمزةٍ"
وحَمَلتُ بالأُخرى لِ"أدهمَ خَنجرِ"
و"سَميرِ مَطّوطٍ" وليثٍ "هَيثَمٍ"
و"صَلاحِ غَندورٍ" "وبدرٍ "أشمَرِ"
في كُلِّهِمْ تَلقى صَلابةَ "جعفرٍ"
في حَزمِ "أحمدَ" في شجاعةِ "حيدَرِ"
وبِكلّ مقتَحَمٍ شَكيمَةَ "خَندَقٍ"
أو روحَ "بَدرٍ" أو كتيبَةَ "خَيبَرِ"
الرّاكبينَ على جِيادٍ ضُمَّرٍ
الفاتحينَ على جِيادٍ ضُمَّرِ
الضّاربين بِكلّ أبيضَ صارِمٍ
والرّاكزينَ لِكلّ رُمحٍ أسمرِ
أهلِ الوغى أهلِ الهدى أهلِ التُّقى
أكرِمْ بهمْ أصفى وأكرَمِ مَعشَرِ
أهلٍ لنا بين "المناسِكِ والرُّبى"
ومَنازلٍ بين "الصّفا" و"المَشعَرِ"
قومٍ إذا ذُكِروا ذَكَرتَ تِلاوَةً
وقرأتَ آياتِ الكتابِ الأطهَرِ
إلّا أكُنْ مِنهُمْ فحَسبي حُبُّهُمْ
نَسَبي وحَسبي في هواهُم مَفخَري
وكذا لَهُمْ منّي مُبايَعَةُ الرِّضا
يومَ اللّقاءِ، ولي وَلاءُ "الأشترِ"
أحمد غالب سرحان