جمالية اللغة الشعرية في الشعر المعاصر
إن اللغة الشعرية أداة التشكيل الشعري كله، وبذلك فهي الوعاء أو الإطار الذي يحتضن الفن الشعري، ولا يخطر أبدا أن يكون الفن الشعري حيث لا تكون اللغة، فالشعر حقيقة لا ندركها إلا من خلال تجليها في اللغة بخصوصياتها الفنية ومن خلال توظيف اللغة توظيفا فنيا مؤديا إلى الغاية الجمالية، التي ترتقي بالشعر من خلال ارتقائها بذاتها. وإذا كان للكثير من الفنون وسائل متعددة لتحقيق أدائها الفني، فإن الشاعر لا يملك إلا اللغة، ولذلك فهو مضطر إلى جعلها تتكيف على يديه، ليصوغ منها كل الوسائل الأخرى؛ كالصور الشعرية والإيقاع الموسيقي والأفكار والمعاني. وحتى يتسنى لنا توضيح ذلك، حاولنا في هذه الدراسة أن نجمع بعض نماذج اللغة الشعرية الواردة في الشعر ا المعاصر، ودراستها أسلوبيا لتحديد وظيفتها الدلالية في السياق.