صديق فعال
تاريخ التسجيل: July-2016
الجنس: ذكر
المشاركات: 951 المواضيع: 1,071
مزاجي: مبتسم
آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام مع الطبيب الهندي في أسرار خلق الإنسان.*
*مقطع من مناظرة الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام مع الطبيب الهندي في أسرار خلق الإنسان.*
قال الصادق (عليه السلام): فأسألك شيئا.
قال: سل.
قال: أخبرني يا هندي كم كان في الرأس شؤون؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم احتد السن، وعرض الضرس، وطال الناب؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الرية قطعتين، وجعل حركتها في موضعها؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكبد حدباء؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟
قال: لا أعلم.
قال: فلم تخصرت القدم؟
قال: لا أعلم.
فقال الصادق (عليه السلام): لكني أعلم.
قال الهندي : فأجب.
قال الصادق (عليه السلام) : كان في الرأس شؤون لأن المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جُعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد.
وجعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ، ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الإنسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه.
وجعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر الكفاف، ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه.
وجعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء.
وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء، ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل، وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء.
وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيه الأراييح إلى المشام، ولو كان في أعلاه لما أنزل داء، ولا وجد رائحة.
وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه. وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الأنثى.
وجعل السن حادا لأن به يقع العض، وجعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا ليسند الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء.
وخلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع اللمس، فلو كان فيهما شعر ما درى الإنسان ما يقابله ويلمسه.
وخلا الشعر والظفر من الحياة لأن طولهما سمج وقصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألم الإنسان لقصهما.
وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فترووح عنه ببردها، لئلا يشيط الدماغ بحرّه.
وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها.
وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة ويقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار.
وجعلت الكلية كحب اللوبيا لأن عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست النقطة الأولى إلى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية، فهي كالدودة تنقبض وتنبسط، ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس.
وجعل طي الركبة إلى خلف لأن الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فيعتدل الحركات ، ولولا ذلك لسقط في المشي.
وجعل القدم مخصرة لأن الشئ إذا وقع على الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحى، فإذا كان على حرفه دفعه الصبي وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.
فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟
فقال (عليه السلام): أخذته عن آبائي (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل، عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد والأرواح.