لبنان: قنص عشرات الطيور المهاجرة لمجرد "المتعة"!
نشرت في: 17/04/2023
في الوقت الذي كانت فيه هذه الطيور الجارحة تقوم برحلتها السنوية باتجاه أوروبا، تم قنص العشرات منها في شمال لبنان حيث قتلت أو أصيبت بجروح بالغة بسبب طلقات "الأسلحة الأتوماتيكية". بالمقابل، استنكر العديد من الناشطين اللبنانيين "وحشية" الصيادين الذي يقتلون الحيوانات "في إفلات تام من العقاب" رغم أنها محمية بالقانون الدولي والمحلي ويقومون بذلك لمجرد "المتعة".
في مقاطع فيديو تم تصويرها بمنطقة عكار بشمال لبنان وبثت على وسائل التواصل الاجتماعي يومي 9 و10 نيسان/ أبريل الجاري، نرى حيوانات قتلت بطلقات صادرة من "أسلحة حربية" حسب مراقبينا ومن بينها بالخصوص بنادق "كلاشنيكوف أي كي -47 وإم-16".
"بعض الطيور أصيبت بجناحها ولن تستطيع التحليق مجددا"
غنى نحفاوي، التي نقلت هذه الصور على تويتر، هي ناشطة لبنانية مدافعة عن حقوق الإنسان تقول:
نعلم أن عددا كبيرا من الطيور ستعبر البلاد وكنا نخشى من أن يتم قتلها. نبهنا السلطات بالأمر حتى تتحرك، ولكن لا أحد تدخل.
من سوء الحظ، أصيبت بعض الطيور في الجناح وهو ما يعني أنها لن تستطيع التحليق من جديد، إنه أمر مأساوي بالنسبة إلى طيور مهاجرة.
هذه الحيوانات مهمة جدا لنظامنا البيئي: إنها تقوم بتنظيم بيئتنا وتتنقل خلال العام من نقطة إلى أخرى وتربط الدول ببعضها البعض.
تم استهداف هذه الحيوانات الجارحة مع اقتراب نهاية موسم الهجرة بفصل الربيع. في هذه الفترة من العام، تغادر الطيور المهاجرة قارة أفريقيا حيث كانت تقضي كامل فصل الشتاء وتتجه للاستقرار في الأعشاش الموجودة بأوروبا. وبما أنه نقطة عبور أكيدة، فإن ملايين الطيور تعبر سماء لبنان كل عام مثل اللقالق والبجع وحيوانات طائرة أخرى.
"نفقت الكثير من الطيور متأثرة بطلقات الأسلحة الأوتوماتيكية"
ميشال صوان هو رئيس الجمعية اللبنانية للطيور المهاجرة. ويتنقل يوميا إلى الميدان لتقديم الإسعافات للطيور المصابة ومعالجتها في المركز الذي يديره منذ سنة 2009. بالنسبة إليه، فإن الصيادين يقتلون "تعطشا للدماء":
يطلقون النار على كل ما يطير، من أكبر الطيور إلى أصغرها حجما. يطلقون النار على النسور والبجع واللقالق وطائر العقاب لمجرد المتعة.
لا تصلح الحيوانات المهاجرة للأكل لأنها تتغذى بالأساس على بقايا الحيوانات الميتة. إنها تأكل الثعابين والقوارض وتشرب الماء الملوث الذي يجعل منها سامة.
هذا العام، ومع سوء الحظ، لم تنج كثير من الطيور من طلقات الأسلحة الأتوماتيكية لأن الأعيرة النارية [فريق التحرير: الأسلحة عسكرية] تتسبب في خسائر أكثر من الرصاص [فريق التحرير: الذي يتم استخدامه في الصيد].
إذا ما تواصل قتل هذا النوع من الحيوانات مرتين في العام، لن نرى مجددا وإلى الأبد طيورا في السماء. ولا أتحدث فقط عن سماء لبنان، ولكن أيضا عما يحدث في أجواء أوروبا وأفريقيا.
قتل طائر لقلق في منطقة عكار في شمال لبنان. صورة نقلها لنا مراقبونا من الناشطين اللبنانيين والمدافعين عن حقوق الحيوان، في 14 نيسان/ أبريل 2023. صورة مراقبون. © Les Observateurs
"لا نملك إحصائيات دقيقة، ولكن نقدر أنه تم قتل نحو مئة طائر بين يومي الأحد والإثنين [فريق التحرير: بين يومي 10 و11 نيسان/ أبريل 2023]. الكثير منها أصيب بجروح" هذا ما أكده روجيه سعد رئيس جمعة "إر إس إي دبلو RSAW والناشط في الدفاع عن الطيور:
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الطيور المهاجرة بطلقات بنادق نارية في هذه المنطقة. يتكرر نفس السيناريو كل عام بنفس الفترة أي في مواسم هجرة الطيور.
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، تقدر الجمعية اللبنانية للحفاظ على التنوع البيئي غرين سوذرنز Green Southerners أنه يتم "قتل مئات أو حتى آلاف من الطيور بما فيها طيور محمية دوليا على غرار طيور الكركى واللقالق البيضاء وصقور العسل وأصناف أخرى كثيرة من الطيور، كل عام خلال رحلات الهجرة التي تقوم بها في الربيع وبداية الخريف.
صورة نشرتها الناشطة اللبنانية غنى نحفاوي في 10 نيسان/ أبريل 2023.
ممارسات ممنوعة بالقانون
في جبال لبنان، يعد صيد الطيور عادة منتشرة بكثرة. من حيث المبدأ، فإن هذه الهواية تشرف عليها السلطات لكن انتهاكات القانون كثيرة جدا.
على الورق، يمنع القانون اللبناني صيد الطيور المهاجرة المتوحشة إضافة إلى الصيد على مسافة لا تقل عن 500 متر من المناطق المأهولة بالسكان، كما أن الصيد بدون رخصة وخارج مواسم الصيد محظور.
وبعد عمليات القنص الأخيرة للطيور في شمال لبنان، طلب وزير البيئة أن تتم ملاحقة مرتكبيها بالقانون.