الصين تعتبر كل دول الاتحاد السوفياتي السابق "ذات سيادة" بعد تصريحات مخالفة لسفيرها

نشرت في: 24/04/2023

نص:فرانس24تابِع

صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين أن بلادها "تحترم وضع دولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفياتي". وذلك بعد أن أثار تصريح للسفير الصيني في فرنسا مساء الجمعة ردود أفعال منددة حين قال إن "الجمهوريات السوفياتية السابقة لا تتمتع بالسيادة"، وذلك في حديث إلى محطة "إل سي إي" الإخبارية حول شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في 2014. واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل هذه التصريحات "غير مقبولة" وافترض أنها لا تمثل الموقف الرسمي الصيني.

أكدت الصين الاثنين أنها تعتبر كل الجمهوريات المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي السابق "دولا ذات سيادة"، بعدما أثار كلام لسفيرها في باريس شكك فيه بسيادة البلدان، تنديدا واسعا في أوروبا.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ لصحافيين "تحترم الصين وضع دولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفياتي". وأضافت "بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كانت الصين من بين أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول المعنية".

وكان السفير الصيني في فرنسا لو شاي أعتبر ردا على سؤال لمحطة "إل سي إي" الاخبارية مساء الجمعة حول شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014، أن الجمهوريات السوفياتية السابقة لا تتمتع بالسيادة.
وقال إن هذه الدول "ليس لها وضع فعلي في القانون الدولي لأنه لا يوجد أي اتفاق دولي يكرس وضعها كدول ذات سيادة".

الاتحاد الأوروبي يعتبر تصريحات السفير الصيني "غير مقبولة"
وأثار هذا الكلام تنديدا واسعا في الدول المعنية فيما اعتبر جوزب بوريل مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي هذه التصريحات "غير مقبولة"، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يفترض أن هذه التصريحات تمثل موقف الصين الرسمي".
وقالت الناطقة ماو نينغ "تحترم الصين سيادة كل الدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتدعم أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه".
ومضت تقول "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، لطالما تمسكت الصين بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة في تنمية علاقات الصداقة والتعاون الثنائية".
وكانت تصريحات السفير قد استتبعت ردا من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي اعتبرها "غير مقبولة"، مؤكدًا أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يفترض أن هذه التصريحات تمثل موقف الصين الرسمي".
وشددت المتحدثة الصينية على أنه "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، لطالما تمسكت الصين بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة في تطوير علاقات الصداقة والتعاون الثنائية".
وتابعت "بعض وسائل الإعلام تسيء تفسير موقف الصين بشأن المسألة الأوكرانية وتثير التباينات في العلاقات بين الصين والدول المعنية"، مشيرة إلى أن بكين "ستكون يقظة بشأن ذلك".
استدعاء دبلوماسيين
واستدعت دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا واستونيا ولاتفيا) الاثنين مبعوثي الصين لديها على خلفية تصريحات لو شاي.
وسُيطلب من الدبلوماسيين تقديم تفسير حول ما إذا كان "الموقف الصيني بشأن الاستقلال قد تغير، ولتذكيرهم بأننا لسنا دولا سوفياتية سابقة، إنما الدول التي كانت محتلة من الاتحاد السوفياتي بشكل غير قانوني"، وفق وزير خارجية ليتوانيا غابرييليوس لاندسبيرغيس.
وكتب لاندسبيرغيس على تويتر "إذا كنتم ما زلتم تتساءلون عن سبب عدم ثقة دول البلطيق بالصين كـ"وسيط في عملية السلام في أوكرانيا"، ها هو سفير صيني يعتبر أن القرم روسية وأن حدود بلداننا ليس لها أي أساس قانوني".
وقال نظيره الإستوني مارغوس تساكنا إنه يريد معرفة لماذا "تتخذ الصين موقفا أو تدلي بتصريحات كهذه بشأن دول البلطيق".
وأقر لو في السابق بأنه جزء من فئة من الدبلوماسيين الصينيين تعرف باسم "الذئاب المحاربة"، وهو لقب يطلق على الذين يردّون بشراسة على المنتقدين الذين يعتبرونهم معادين للصين.
في كانون الثاني/يناير 2019، عندما كان سفيرا للصين في كندا، اتهم الدولة الأمريكية الشمالية باعتماد منطق "تفوق البيض" بعدما دعت إلى الإفراج عن كنديَين محتجزَين في الصين، بعد أيام من توقيف الرئيسة التنفيذية لشركة "هواوي" مينغ وانتشو في كندا بناء على طلب من الولايات المتحدة.

فرانس24/ أ ف ب