السودان.. صوت المدافع يطغى على تكبيرات العيد


سودانيون يفرون من القتال في الخرطوم | أ.ف.ب

استفاق السودانيون أمس، على دوي الراجمات والقصف المدفعي والصاروخي وأزيز الطائرات الحربية، تعلو أصوات تكبيرات عيد الفطر في يومه الأول الموافق لليوم السابع للحرب بين الجيش والدعم السريع.
وتسبب عنف المتحاربين في قطع أوصال المدينة التي شُلّت شللاً تامّاً، إثر تدهور الأوضاع الأمنية وانقطاع المواصلات، واستحالة التنقل، وقتل المتنقلين من دون تمييز، لتحل حالة الرعب والهلع بدلاً عن فرحة العيد السعيد، كما أفاد تقرير لموقع «العربية.نت».
وطبقاً لشهود عيان في مناطق متفرقة بالخرطوم، فإن بعض المناطق قاموا بأداء صلاة العيد في الميادين والساحات العامة داخل الأحياء السكنية، بينما أدى بعضهم بمناطق مُغايرة، صلاة العيد وشعائرها داخل المساجد. ولم يتمكن فريق ثالث من أداء الصلاة نهائياً.
وحسب وكالة رويترز، شهدت أحياء عدة بالعاصمة السودانية تبادلاً لإطلاق النار، بعدما بدأت قوات من الجيش في الانتشار سيراً على الأقدام للمرة الأولى منذ اندلاع القتال قبل نحو أسبوع. ونقلت عن شهود قولهم إن جنوداً وعناصر من الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في مناطق سكنية في شمال المدينة وغربها ووسطها، بما في ذلك خلال صلاة العيد.
هدنة لا تنجح
ولم يُكتب حتى الآن النجاح للجهود الدولية للتوسط في هدنة مؤقتة خلال عطلة عيد الفطر. وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس إنه لا يرى حالياً طرفاً آخر ليفاوضه وأن لا خيار إلا الحل العسكري. وبدلاً من الالتزام بوقف لإطلاق النار، يبدو أن مرحلة جديدة من المواجهات داخل الأحياء السكنية، بعدما كان الجيش يعتمد إلى حد كبير على الضربات الجوية. وقال الجيش في بيان إنه بدأ «مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود» قوات الدعم السريع حول العاصمة.
وسُمع دوي إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة في أنحاء الخرطوم ومدن أخرى. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب الآلاف في الصراع الذي يدفع السودان إلى كارثة إنسانية في ظل تعرض المستشفيات لهجمات وفرار ما يصل إلى 20 ألفاً إلى الجارة تشاد.
وقال شهود إن الآلاف تحدوا المواجهات للفرار من الخرطوم، ويتجه بعضهم جنوباً إلى ولاية الجزيرة وبعضهم شمالاً إلى ولاية نهر النيل، فيما يسعى آخرون لمواصلة الطريق إلى مصر.
قتلى في دارفور
وخارج العاصمة، يخوض الجانبان مواجهات في دارفور غربي السودان. وقال سايرس باي منسق مشاريع منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر بشمال دارفور إن مستشفى ولادة جرى تحويله لعلاج الضحايا امتلأ عن آخره وتنفد الإمدادات منه بسرعة. وتم إغلاق بقية مستشفيات المدينة.
وذكرت مجموعة أطباء أخرى أن ما لا يقل عن 26 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 33 في مدينة الأبيض غربي الخرطوم الخميس. وتحدث شهود عن اشتباكات وأعمال نهب واسعة النطاق.