شبح المعارك يمتد لمناطق «آمنة» في السودان
الصراع يدخل أسبوعه الثاني بـ 413 قتيلاً و 3500 مصاب


دخان المعارك يتصاعد من بين المباني خلال الاشتباكات في الخرطوم| رويترز
المصدر: الخرطوم - وكالات

دخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع في العاصمة، وامتدت لأحياء جديدة كانت آمنة، بعد تراجع في حدة القتال ليلاً، إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتسببت المعارك خلال أسبوع، بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية لقي 413 شخصاً على الأقل حتفهم، وأصيب أكثر من 3500 آخرين منذ نشوب القتال.
في الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، قلب الصراع، حياة المدنيين إلى حالة من الرعب داخل منازلهم التي انقطعت عنها الكهرباء، في أجواء من الحرّ الشديد. ويغامر عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل، أو للفرار من المدينة.
وقال أحد السكان، سامي النور، لوكالة فرانس برس: إن العيد يجب أن يكون «مع الحلويات والمعجنات وأطفال سعداء وتحية الأقارب»، لكن بدلاً من ذلك، هناك «إطلاق نار ورائحة دماء حولنا».
وكان مطار الخرطوم مركزاً للقتال، ولذلك ما زال الوصول إليه متعذراً. ويحاول دبلوماسيون منذ أيام، الحفاظ على وقف ثابت لإطلاق النار لإجلاء المواطنين الأجانب. وبعد وقف قصير لوقف إطلاق النار، الجمعة، بمناسبة عيد الفطر، تواصل القتال ليل الجمعة وصباح السبت.
وسمع دوي الأعيرة النارية في الخرطوم، وكتب شهود عيان عبر «تويتر» عن انفجارات في العاصمة.
الاشتباكات تمتد
وتمددت الاشتباكات لعدد من أحياء بحري وشرق النيل في الخرطوم، والتي كانت في مأمن منذ اندلاع الحرب قبل أسبوع. وأكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية، احتدام الاشتباكات بأحياء شمبات بمدينة بحري، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم، بمعسكر خاص بالأخيرة هناك.
وهناك مخاوف أيضاً على مصير نزلاء سجن الهدى، وهو أكبر سجن في السودان، ويقع في أم درمان المجاورة للخرطوم. وقال محامو أحد نزلاء السجن في بيان، إن جماعة مسلحة أخلت السجن قسراً، وإن مكان السجناء غير معروف.
ولا يزال عدد من السودانيين في منطقة شرق النيل يعيشون تحت تهديد النيران، وصدرت دعوات من قبل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي شرق النيل، بأحياء بركات والوحدة ودار السلام والتكاملات، إلى التزام منازلهم لحين هدوء الاشتباكات.
ويقول أحمد عبد الفتاح، مواطن من شمبات: «نعيش حالة رعب فظيع، ونسمع دوي الدانات والرصاص الطائش يضرب جدران منازلنا، ونستلقي أرضاً لحماية أنفسنا من شبح الموت غدراً». وتقول هيفاء محمد، أيضاً من شمبات: «نعيش وضعاً مأساوياً الآن، يحيل يومنا إلى سواد، وبالأمس كنا آمنين».
وردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف خارج العاصمة الخرطوم في دارفور، على الحدود مع تشاد. وجاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية، أن لصوصاً استولوا على ما لا يقل عن عشر مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، وست شاحنات طعام أخرى، بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوبي دارفور.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الفاشر بدارفور، إن الوضع «كارثي»، و«لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل»، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
تضرر مستشفيات
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن ما يربو على ثلثي المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما تعرضت للقصف أو للإخلاء القسري. وذكرت أن المستشفيات التي لا تزال تعمل مهددة بالإغلاق أيضاً، بسبب نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والمياه والتيار الكهربائي، مضيفة أن بعض هذه المستشفيات لا تقدم سوى خدمات الإسعافات الأولية.
واستغاث أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، طلباً للمساعدة الطبية والنقل للمستشفيات والأدوية الموصوفة طبياً.