جدول ترتيب الأولويات في الحياة


لقد كنت أماطل وأُسَوّف كل الأهداف وأعيش في الأحلام إلى أن وجدت الكل يتقدم عداي، حينها أدركت فقط أهمية ترتيب الأولويات في الحياة لتحقيق أحلامي على أرض الواقع، ولمست تقدمًا كبيراً في الوصول إلى بعض ما كنت أطمح إليه، و أيقنت بأنني لست مضطراً لفعل كل شيء الآن، ولذلك قررت أن أوفر عليك عناء البحث وأقدم لك مانجح معي من خطط واستراتيجيات من خلال هذا المقال.
ما هي الأولويات
الأولوية هي الاهتمام بالرغبة الملحة التي تأتي في مقدمة كافة الرغبات، وتكون عبارة عن ممارسات وأنشطة تتطلب جهد ووقت حقيقي، فهي تساعد في تحديد الأمور التي تحتاج إلى التركيز عليها أولاً، وتحديد الأولويات الحياتية العالية يساعد في معرفة الأولويات اليومية المهمة والتخطيط لها.
كيفية ترتيب الأولويات في الحياة
قد لا يبدو أن الاهتمام بتحديد الأولويات أمرًا سهلاً؛ فترتيبها لا يقل أهمية عن التخطيط، والعمل دون وجود استراتيجية محددة يخلق حالة من الفوضى، وستجد نفسك في سباق مع الزمن نهايته الإرهاق والإخفاق في تحقيق بعض الأهداف، وفيما يلي سنوفر لك بعض الأفكار التي من شأنها أن تساعدك على التخلص من هذه الفوضى واستعادة الإنتاجية الخاصة بك.
دوِّن قيمك العليا
من أهم مبادئ ترتيب الأولويات في الحياة تدوين أهم الأشياء في جميع مجالاتك الحياتية والتي لن تتخلى عنها مهما كان، حيث يجب البدء بكتابة ثلاث أولويات في كل مجال، بهذا تأكد من استغلال أكثر من 80% من جهدك ووقتك في إنجاز ما خططت له واستثمر الباقي في إنجاز المهام الأخرى.
تحديد المهام العاجلة
كل منا لديه نوعين من المهام؛ الهامة وغير الهامة، ويمكنك استخدام مصفوفة Eisenhower في ترتيب الأولويات في الحياة وجعلها أكثر سهولة، فهناك بعض الأشياء البسيطة التي يجب القيام بها بسرعة مثل إرسال بريد إلكتروني مثلًا، يتم وضعها فى المهام العاجلة والأكثر أهمية حتى لا تتراكم العواقب السلبية لتركها؛ مثل خسارة العميل نتيجة عدم الرد، لذلك ينبغي إعطاء الأولوية للمهام العاجلة وتفويض المهام غير العاجلة إلى وقتٍ آخر، ويمكن الاستعانة بتصميم جدول ترتيب الأولويات المناسب لك كما في المثال التالي:
ابدأ بالأصعب
يفضل البدء بالمهام التي تستنزف الكثير من الطاقة ومع مرور الوقت تنخفض القدرة على التركيز ويقل الحماس؛ لذلك يفضل الاستفادة من طاقة الصباح واستيقاظ العقل لإنتاجية أكثر، ويمكن الاستعانة بكتاب (التهم الضفدع أولاً) والذي يؤكد على ضرورة البدء بالمهام الصعبة للاستمتاع بالحرية والسلاسة بقية الوقت.
تعلم قول لا
إذا كنت من الناس الذين يصعب عليهم رفض طلب المساعدة أو قول لا، فقد حان الوقت لتغيير هذه الاستراتيجية حتى لا تضيع وقتك وطاقتك هباء، لكن إذا وجدت أن الرفض القاطع يجعلك غير مرتاح البال يمكنك استخدام طرق أخرى مثل تفويض المهام إلى أشخاص قادرين على إتمامها.
خاطِر من أجل أحلامك
الخوف العميق من الفشل يطغى على الأحلام والطموحات، ويحقق اليأس والخمول، لذلك فإن الخروج من منطقة الراحة والمخاطرة من أكثر العوامل التي تساعد على تحقيق الوصول للأهداف المرجوة والبغية المطلوبة، فقط كن شجاعاً وخذ القرار وانطلق الآن وحطم كل القيود.
كن واقعياً
حاول بقدر الإمكان أن تكون مرنًا وواقعيًا في القيام بالمهام المطلوبة منك، فمهما كانت الجهود المبذولة في إنجاز الأعمال في أوقاتها المناسبة؛ تبقى هناك احتمالية عدم سير الأمور وفق المخطط له، لذلك حاول باستمرار مراجعة قائمة المهام لديك فربما تظهر مهام جديدة أكثر أهمية من المهام السابقة.
حاول الاستفادة من التكنولوجيا
لقد سهل التقدم التكنولوجي الكثير من الأمور و ساهم في جعل حياة البشر أكثر بساطة، لذلك سخر الإمكانيات التكنولوجية المتوفرة لديك واستفد منها في إنهاء بعض المهام، كما يمكن الاستعانة ببعض التطبيقات الإلكترونية التي تساعد في إدارة المهام واتبعها مثل تطبيق Asana وتطبيق Trello، بالإضافة إلى الكثير من الخيارات المتاحة عبر شبكة الإنترنت.
اطلب المساعدة
لا تتردد في طلب العون المساعدة ممن حولك فذلك يوفر الكثير من الوقت ويتيح الفرصة لإنهاء مهام أكثر، حيث يمكنك طلب تخفيف بعض الضغوط من مديرك في العمل، والاستعانة بالزملاء الذين يتمتعون بالمهارة في بعض الجوانب التي لا تتقنها، واحرص على استثمار مهارة التكليف لمن هم تحت قيادتك في إنهاء بعض المهام الأقل أهمية.
الفرق بين الأهداف والأولويات
الأهداف هي الصورة الأكبر التي تسعى إلى تحقيقها والوصول إليها، لكن الأولويات هي الطريق الموصل للأهداف، فهي تقتصر على الأشياء التي تحتاج إلى ترتيبها على حسب درجة الأهمية من أجل الوصول إلى هذه الصورة المنشودة، فالأهداف أعم وأشمل من الأولويات.
فوائد ترتيب الأولويات في الحياة
إن بداية اليوم هي التي ستحدد مدى الفعالية والإنتاجية لأدائك، لذلك لا تسمح للتسويف والمماطلة بالسيطرة عليك، واحترف استخدام مهارة تحديد الأولويات في التخطيط لتحقيق الإنجازات والوصول إلى الأهداف، فمفتاح إدارة الوقت بفاعلية يكمن في معرفة وترتيب الأولويات القصوى في الحياة، ومن أهم ثمار هذا الترتيب أنه يساعد على:

  • إنجاز العديد من المهام في أوقاتها.
  • الحصول على وقت فراغ كافي تستطيع فيه ممارسة هواياتك ونشاطاتك المفضلة.
  • السرعة في صعود السلم الوظيفي والوصول لأعلى الدرجات.

الحاجات الضرورية لتوازن الإنسان
حتى تصل إلى الرضا والسلام النفسي يجب أن تحقق التوازن في حياتك من خلال الاهتمام بإشباع بعض الاحتياجات البشرية باعتدال، دون أن يطغى جانب على آخر، وتحقيق التوازن بينها لا يعني تقسيم الوقت عليها لكن يكون بالتركيز على الأشياء التي تشبع هذا الاحتياج ويحقق التوازن بين جوانب الحياة الأربعة التي تتلخص فيما يلي:

  • (العقلي) بالقراءة والتطلع وأخذ فكرة في الكثير من المجالات.
  • (الروحي) بالعبادة والتواصل مع الخالق ومعرفة الغاية من الوجود على الأرض والسعي لتحقيقها.
  • (الاجتماعي) بتقوية العلاقة مع الأسرة والأقارب والأصدقاء وجعلها بيئة داعمة لك.
  • (المادي) بالعمل والسعي وتحقيق الدخل الذي يلبي كافة احتياجاتك ومسؤولياتك و مراقبة استقرارك المهني.

أفكار ونصائح تساعد في تحديد فعال للأولويات
إن الإدراك بضرورة ترتيب الأولويات في الحياة رغم ظهور الأمر في البداية مثيرًا للقلق والتوتر إلاّ أن اكتساب هذه المهارة يساعد في إدارة المهام بشكلٍ فعال ويحقق الكثير من الإنجازات، لذا سنقدم بعض النصائح السريعة التي تساهم في تحديد الأمور المهمة في حياتك من أهمها:

  • سجل جميع المهام المطلوبة منك.
  • جزّء الأهداف الكبيرة إلى أهداف طويلة المدى وقصيرة المدى.
  • ضع وقت مناسب وواضح لإنهاء المهمة.
  • استخدم القائمة اليومية لإنهاء المهام الأكثر أهمية.
  • ابتعد عن المشتتات والمهام المتضاربة.
  • امنح الأولوية وفقاً للجهد والوقت المطلوب.
  • كن واقعياً عند وضع الأهداف.

إذا كنت تواجه صعوبة في إنجاز الكثير من الأمور بسبب أن كل شيء يبدو لك أنه مهمًا ولا يوجد لديك الوقت الكافي للقيام بكل ذلك فربما يكون لديك تصور خاطئ عن مفهوم ترتيب الأولويات في الحياة، فبدون أولويات ومهام واضحة يصعب إدارة الوقت وإحراز تقدم، فقدرتنا على اتخاذ القرارات الجيدة و المضي قدماً نحو أهدافنا تعتمد على ما نضعه في قائمة أولوياتنا، لذلك لا تستخف بالأمر وابدأ بالتخطيط والترتيب.