سأنتظر مجيئكِ دائماً
حتى أكمل ما بدأت قوله،
حتى أستطيع أن أتخلّص من الكلمات
الراغبة بالذهاب إليكِ،
حتى أتحدث عن كل شيء
أردت قوله من قبل،
حتى أحكي لكِ الحادثة
التي استعددت لها طويلاً،
والكلمة التي دسستها
في حديث مطوّل
لكي لا تميّزين ارتباكي أثناء نطقها.
لست مستعداً بعد
على السير فارغاً منكِ،
ولا الجلوس منزوياً
في مكان لاتلاحقني فيه خيالاتكِ،
أنا غارقٌ بكِ،
أترنّح في بداياتنا التي لم تحدث بعد،
وأعيش على ذكرى أيامٍ
لم يحن أوانها.
أحببتكِ بعيدة دون أن تلمسكِ كلماتي،
أو تلوّح لك عيني،
دون أن أقترب.
أخترت أن أفعل ما يمكنني فعله،
فضّلت الغرق في محيطك
على العوم أمامكِ،
دون أن أخبركِ.
اختلقت حياة تجمع كلانا وعشتها،
مشيت بجانبكِ واهماً
حتى الوصول إلى نهاية طريق
لا تفضي إلى شيء،
وأرغب الآن أن يتكرّر الأمر،
ليس لأجل قربكِ ولكن،
لأنكِ حتى وأنتِ مائلة في البعيد،
تكونين أكثر الأشياء ثباتاً في حياتي.

.