إنّ الكوليسترول هو مادّةٌ شمعيّة تشبه الدّهن تُنتجها أعضاﺀ الجسم كلها ضمن نشاطها الطبيعي. يحتاج الجسم بعضَ الكوليسترول حتى يعمل جيداً، ولكن زيادة كميّته في الدّم يُمكن أن تجعله يلتصق على جدران الشرايين من الداخل، وهذا ما يُسمّى "لُويحة". يمكن للّويحة أن تُضيّق الشرايين ثم تسُدُّها تماماً في بعض الأحيان.

إن المعدّلات المرتفعة من الكولسترول في الدّم تزيد من خطر إصابة القلب بالأمراض. وعادةً ما يزداد معدل الكولسترول مع التّقدّم في السن. لا توجد علامات أو أعراض تدلّ على ارتفاع الكولسترول في الدّم، ولكن يمكن معرفة ذلك من خلال تحليل الدّم. ويكون احتمال تعرّض الإنسان لحالة ارتفاع الكولسترول أكبر عند وجود شخص آخر في الأسرة مُصاب بارتفاع الكولسترول، وكذلك إذا كان وزنه زائداً، أو إذا كان ممن يُكثرون من تناول الأطعمة الدّسمة.

يستطيع الإنسان تقليل مُعدّل الكولسترول في دمه إذا أكثر من ممارسة الرّياضة ومن تناول الخضار والفاكهة، لكنه قد يكون في حاجة إلى تناول بعض الأدوية أيضاً.


مقدمة

يعتبر الكوليسترول من أكثر العبارات الطبية المعروفة اليوم.

الكوليسترول مادة شمعية ضرورية جدا للجسم، إلا أن ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم قد يكون خطيراً جداً.

ويعرض هذا البرنامج التعليمي معلومات عن الكوليسترول وكيفية الحفاظ على مستواه طبيعياً في الجسم.


ما هو الكوليسترول؟

تمتص الأمعاء الدهون من الأطعمة التي يتناولها الإنسان، بعد ذلك تنتقل الدهون إلى الكبد.

تنتقل الدهون من الكبد إلى باقي أعضاء الجسم حيث تخزن في الخلايا الدهنية.

يحول الكبد الدهون إلى نوعين: الكوليسترول والتريغليسيريد.

ينتقل الكوليسترول وتريغليسيريد في مجرى الدم إلى الخلايا الدهنية بشكل بروتينات شحمية. هناك ثلاثة أنواع من البروتينات الشحمية:

  1. النوع الأول: البروتينات الشحمية الوضيعة الكثافة VLDL
  2. النوع الثاني: البروتينات الشحمية المنخفضة الكثافة LDL
  3. النوع الثالث: البروتينات الشحمية المرتفعة الكثافَة HDL



تبدأ مشكلة الكوليسترول حين تلتقط خلايا خاصة البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL فيتراكم الكوليسترول فيها على جدران الأوعية الدموية. وتسمى هذا المشكلة بتصلب الشرايين.

يؤدي تراكم الكوليسترول ضمن البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL إلى ضيق في الأوعية الدموية. قد يسبب هذا الضيق النوبات القلبية والسكتة. لذا يعرف البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL "بالكوليسترول الضار".

يجمع البروتين الشحمي المرتفع الكثافَة HDL الكوليسترول الضار ويعيده إلى الكبد. يعرف هذا النوع من البروتين "بالكوليسترول النافع". ويساعد على تذكر أن هذا النوع نافع ربطه بكلمة مرتفع التي تعني الرفعة، أي المساعدة على جمع الكوليسترول الضار وتفادي النوبات القلبية.

ليس عليك أن تعرف مستوى الكوليسترول العام لديك فحسب، بل من الضروري أن تعرف مستوى كل من البروتين الشحمي المرتفع الكثافة HDL ، أو الكوليسترول النافع، والبروتين الشحمي المنخفض الكثافةLDL ، أو الكوليسترول الضار.


تشخيص ارتفاع الكولسترول

يمكن معرفة مستوى الكوليسترول عبر إجراء فحص للدم. تأتي نتيجة الفحص في ثلاثة أرقام:
  1. الرقم الأول: الكوليسترول العام
  2. الرقم الثاني: البروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL
  3. الرقم الثالث: البروتين الشحمي المرتفع الكثافةHDL



تشير الدراسات والإرشادات الحديثة إلى أن مستوى الكوليسترول الضار LDL ينبغي ألا يزيد عن مئة ميلي غرام/ديسي ليتر. ويعتبر "قريباً من المستوى المثالي أو أكثر من المستوى المثالي" إذا كان بين مئة و مئة وتسع وعشرين ميلي غرام/ ديسي ليتر، أما إذا كان بين مئة و ثلاثين و مئة و تسع و خمسين فيعتبر "في حدود الارتفاع ، و يعتبر "مرتفعاً" إذا كان بين مئة وستين ومئة وتسع وثمانين ، بينما يعد مستوى الكوليستول الضار المنخفض الكثافة LDL "مرتفعاً جداً" إذا زاد عن مئة وتسعين.

ينبغي أن يقل مستوى الكوليسترول الكلي عن مئتين. أما بالنسبة للمصابين بأمراض القلب أو المعرضين للإصابة بأمراض قلبية خطيرة فينبغي أن لا يزيد المستوى عن مئة وستين.

هناك عدة عوامل خطيرة تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول:

  1. العا التدخين
  2. ارتفاع ضغط الدم
  3. السمنة



من العوامل الأخرى المسببة لأمراض القلب:

  • السكري
  • أن يقل مستوى الكوليسترول النافع المرتفع الكثافة HDL عن خمس وثلاثين
  • أن يكون السن لدى الرجال خمسا وأربعين عاماً أو أكثر ، وخمسا وخمسين عاماً أو أكثر لدى النساء.
  • انقطاع الدورة الشهرية (الإياس) باكراً لدى النساء
  • عوامل وراثية وسوابق أحدوث مراض القلب في العائلة



يبين الجدول التالي المستوى الموصى به من الكولسترول

على الأشخاص المعرضين لعاملين أو أكثر من العوامل المسببة لمرض الشريان التاجي الحفاظ على مستوى الكوليسترول ضمن الحدود المعروفة. فمستوى الكوليسترول الضار المنخفض الكثافة LDL الذي يزيد عن مئة وخمس وثلاثين يعتبر مرتفعا بالنسبة للمصابين بأمراض القلب.


أسباب ارتفاع الكولسترول

يعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول من الأمراض التي تكثر في بعض العائلات. أما السبب الأساسي لارتفاع كوليستيرول الدم فهو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والكوليسترول.

أما بعض الأشخاص فيصابون بأمراض تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول لديهم. ومن هذه الأمراض نذكر السكري والسمنة والأمراض الوراثية وخلل وظيفة الغدة الدرقية.

كما يؤدي التوتر النفسي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم. وقد يسبب التوتر النفسي نفسه هذا الارتفاع، وقد يكون نتيجة ميل المصابين بالتوتر النفسي إلى تناول الأطعمة والوجبات الخفيفة المليئة بالدهون.

ليست كل الدهون التي نتناولها متشابهة. فبعض الدهون يكون صلباً في درجة الحرارة المعتدلة أو حرارة الغرفة، مثل الدهن الأبيض الموجود في اللحوم أو الزبدة. تُسمى هذه الدهون بالدهون المشبعة. إن الدهون التي مصدرها الحيوانات هي دهون مشبعة فهي صلبة في درجة حرارة الغرفة.

أما الدهون السائلة في درجة حرارة الغرفة كزيت الزيتون أو الزيوت النباتية فتسمى بالدهون غير المشبعة.

أثبتت الدراسات أن مستوى الكوليسترول يرتفع كلما أكثر الإنسان من تناول المنتجات الحيوانية المليئة بالكوليسترول.

كما أثبتت الدراسات أن تناول الدهون المشبعة يرفع مستوى الكوليسترول الضار المنخفض الكثافة LDL مما يزيد من مشاكل الكوليسترول سوءاً. أما تناول الدهون غير المشبعة فيقلل من مستوى الكوليسترول الضار المنخفض الكثافة LDL.


علاج ارتفاع الكولسترول

ينبغي فحص مستوى الكوليسترول في الدم لدى البالغين كل سنة أو سنتين.

فإذا كان مستوى الكوليسيرول مرتفعاً جداً فقد يوصي الطبيب بعلاجٍ معين. بعد العلاج، تجرى المزيد من فحوصات الدم باستمرار للتأكد من أن العلاج نافع.

إن أفضل طريقة للحفاظ على مستوى الكوليسترول منخفضاً هي تناول القليل من الأطعمة المليئة بالدهون والكوليسترول.

إن فقدان الوزن وضبط السكري ومعالجة مشاكل الغدة الدرقية من الخطوات الضرورية للحد من مستوى الكوليسترول.

إذا لم تنفع الخطوات المذكورة في الحد من مستوى الكوليسترول، قد يحتاج المريض إلى العلاج بالأدوية.


الحميات الغذائية

يمكن للإنسان أن يحافاظ على مستوى الكوليسترول باتباع أربع إرشادات غذائية. أولا، ألا تزيد نسبة الدهون من مجموع السعرات الحرارية عن الثلاثين بالمئة. أي أن تساوي حصة البالغ من الدهون ستة وستين غراماً. فمثلاً، تحتوي قطعة الهامبرجر المؤلفة من مئة وعشرة غرامات من لحم البقر على واحد وعشرين غراماً من الدهون.

ثانيا، ألا تزيد نسبة الدهون المشبعة من المجموع اليومي للكالوري أو للسعرات الحرارية عن ثمانية إلى عشرة بالمئة. أي أن تساوي حصة البالغ من الدهون ثماني عشرة غراماً.

ثالثاً، ألا يتناول الإنسان أكثر من ثلاث مئة ميلي غرام من الكوليسترول في اليوم. فمثلاً، تحتوي البيضة على ثلاث مئة ميلي غرام من الكوليسترول، لذا لا يسمح للإنسان بتناول أكثر من بيضة واحدة في اليوم، إذا لم يتناول نوعا آخر من الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول.

رابعا، ألا يتناول الإنسان أكثر من ألف وخمس مئة ميلي غرام من الصوديوم في اليوم. إن ملح الطعام يحتوي على الصوديوم.

تفيد النظم الغذائية أكثر عند إضافة ممارسة التمارين الرياضية إليها، خاصة إذا كان المريض يشكو من زيادة الوزن. فإذا كان الإنسان يشكو من زيادة الوزن ويريد إجراء تغييرات كبيرة في نظامه الغذائي، فمن الأفضل أن يستشير الاختصاصي بالتغذية.


الأدوية الخافضة للكولسترول

تخفف أكثر الأدوية إنتشارا وفعالية من سرعة تصنيع الكوليسترول الضار المنخفض الكثافة LDL وتزيد من سرعة تدمير الكبد له. تسمى هذه الأدوية بالستاتين وتشمل أدوية لوفاستاتين وسيمفاستاتين و أتروفاستاتين.

إن الآثارالجانبية للستاتين يمكن تحملها عادة. وهي تشمل انزعاج في المعدة والإمساك والتشنجات. نادرا ما تظهر فحوصات الدم وجود خلل طفيف في وظائف الكبد عند تناول الستاتين. ليست هذه المسألة خطرة بل عادة ما تتحسن بعد التوقف عن تناول الدواء.

من الآثار الجانبية الأخرى للستاتين تلف الأعصاب أو العضلات. وعلى المرضى الذين يلاحظون تخديراً أو ضعفاً أو تلون البول باللون البني أن يخبروا الطبيب فورا.

قد ينقص حمض النيكوتينيك المعروف بالنياسين أو الفيتامين ب من مستوى الكوليسترول الضار المنخفض الكثافة LDL ويرفع من مستوى الكوليسترول النافع المرتفع الكثافة HDL. وينبغي تناول جرعات عالية جدا من هذا الفيتامين إنما تحت إشراف الطبيب.


الخلاصة

يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول تضيق الأوعية الدموية ويؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية.

يوصي الأطباء بإجراء فحوصات الكوليسترول بانتظام للتأكد من أن مستوى الكوليسترول ضمن الحدود الطبيعية.

إذا كان مستوى الكوليسترول لدى الإنسان مرتفعاً فيمكنه معالجته عبر اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية وفقدان الوزن وتناول الأدوية.

تتطلب هذه التغييرات في أسلوب الحياة التزاما من قبل المريض كي يعيش حياة صحية أكثر.



العربيه للمحتوى الصحي