الأمم المتحدة تدعو إلى هدنة في السودان خلال عيد الفطر والآلاف يفرون من البلاد

نشرت في: 21/04/2023

نص:فرانس24تابِع

دعت الأمم المتحدة الخميس إلى هدنة في السودان "لمدة 3 أيام على الأقل" بمناسبة عيد الفطر، لإتاحة متنفس للسودانيين الرازحين تحت وطأة معارك محتدمة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وبينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف للنار، أفادت أنباء بفرار آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم وسط إطلاق نار وانفجارات خلفت "أكثر من 330 قتيلا و3200 جريح"، بحسب منظمة الصحة العالمية.


ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الأطراف المتناحرة في
السودان الالتزام بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر، للسماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة مع دخول القتال يومه السادس.
وفر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم، وسط إطلاق نار وانفجارات. وعبرت أعداد كبيرة الحدود إلى تشاد هربا من القتال الدائر في منطقة دارفور غرب السودان.
وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل مزيدا من القوات إلى المنطقة في حال قررت إخلاء سفارتها في الخرطوم. واتصل غوتيريس ومسؤولون كبار من الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا ومصر بقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للحث على إنهاء العنف.
ولقي أكثر من 330 شخصا حتفهم حتى الآن في الصراع العنيف على السلطة الذي اندلع مطلع الأسبوع بين الزعيمين اللذين كانا حليفين في مجلس السيادة الحاكم في السودان.

ودارت أعنف المعارك بين
الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أنحاء الخرطوم، إحدى أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، وفي دارفور، التي عانت من صراع وحشي انتهى قبل ثلاث سنوات.
وقال غوتيريس بعد اجتماع مع رؤساء الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات أخرى: "كان هناك توافق شديد في الآراء على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، باعتبار ذلك أولوية فورية".
وأضاف أنه يتعين السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالخروج من هذه المناطق، والحصول على العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأخرى.
"الحل العسكري فقط"
وقال قائد الجيش السوداني، البرهان، أحد الزعيمين في الصراع، لقناة الجزيرة، إنه سيدعم هدنة بشرط السماح للمواطنين بالتحرك بحرية، وهو أمر قال إن قوات الدعم السريع منعته حتى الآن.
وأضاف أيضا أنه لا يرى حاليا طرفا آخر ليفاوضه، وأن لا خيار إلا الحل العسكري.
بدوره، أوضح الزعيم الآخر في الصراع، وخصم البرهان، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لقناة الجزيرة، أنه مستعد لتنفيذ هدنة لمدة 3 أيام في العيد.
وقال حميدتي عدة مرات إنه يؤيد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة، لكن في كل مرة تنهار الهدنة سريعا.
وأضاف حميدتي: "نتحدث عن هدنة إنسانية... نتحدث عن ممرات آمنة... لا نتحدث عن الجلوس مع مجرم".
ويتهم البرهان حميدتي بالرغبة في "الاستيلاء على السلطة". وحميدتي كان حتى الأسبوع الماضي نائب البرهان في مجلس السيادة الذي يحكم البلاد منذ انقلاب قبل عامين.
وصمد إلى حد كبير التحالف بين الرجلين منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل 4 سنوات. وشهد حكم البشير تحول السودان إلى دولة منبوذة دوليا ومدرجة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
واندلعت أحدث أعمال العنف بسبب الخلاف على خطة مدعومة دوليا لتشكيل حكومة مدنية جديدة. ويتبادل الجانبان الاتهامات بإحباط عملية الانتقال.
القتال والفرار
منذ اندلاع العنف، تركز معظم القتال على المنطقة التي تضم مقر الجيش ومقر إقامة البرهان. كما كانت منطقة السفارات والمطار مسرحا لاشتباكات.
وتحدث شهود في مدينة الأبيض شرقي دارفور عن وقوع اشتباكات بين الجيش والقوات شبه العسكرية وأعمال نهب واسعة النطاق.
وشهدت الخرطوم وأم درمان وبحري تجمع السكان في محطات الحافلات مع حقائبهم، بعد مزيد من الانفجارات وإطلاق النار في الصباح.
وقال ساكن في الخرطوم يدعى عبد الملك: "لا يوجد غذاء، والمتاجر الكبيرة خاوية، والوضع ليس آمنا، لذلك يرحل الناس بصراحة".
وما زال كثير من السودانيين محاصرين، إلى جانب آلاف الأجانب، في مدينة تتحول سريعا إلى منطقة حرب.
وانتشرت سيارات محترقة في الشوارع، وأحدثت القذائف ثقوبا في المباني، بما في ذلك مستشفيات مغلقة حاليا، حيث بقيت هناك جثث دون أن تدفن.
وفي جنيف، حثت منظمة الصحة العالمية المقاتلين على فتح ممر آمن للفرق الطبية، وعلى السماح للمحاصرين بالفرار.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي اليوم الخميس، إن ما بين 10 و20 ألف شخص فروا من القتال لجأوا إلى القرى الواقعة على طول الحدود داخل تشاد.
وكان حوالي ربع سكان السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد حتى قبل اندلاع الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من كبرى عمليات المساعدات العالمية التي يقدمها في السودان يوم السبت بعد مقتل 3 من موظفيه.
ويقع السودان على حدود 7 دول، ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا، ولذا يحتمل أن تفاقم الأعمال القتالية التوترات الإقليمية.
وقالت تشاد إنها أوقفت ونزعت سلاح وحدة سودانية قوامها 320 جنديا يوم الاثنين، وأعادت قوات الدعم السريع جنودا مصريين كانت قد احتجزتهم في مطار مروي بشمال البلاد مطلع الأسبوع.
قال محللون إن قوات الدعم السريع يبلغ قوامها نحو 100 ألف جندي. فيما لدى الجيش المدفعية والطائرات المقاتلة، ويسيطر على طرق الوصول إلى الخرطوم. وقال سكان وشهود إن الجيش يحاول فيما يبدو قطع طرق الإمداد عن مقاتلي قوات الدعم السريع.


فرانس 24/ رويترز