سوف يستغرق المسبار 8 سنوات للوصول إلى كوكب المشتري، وفي ديسمبر/كانون الأول 2034 سيبدأ في دراسة هدفه الرئيسي وهو "جانيميد" لمدة 9 أشهر
تصل المهمة جوس إلى المشتري في 2031 وإلى قمره جانيميد في 2034 (وكالة الفضاء الأوروبية)
لا بد أن صباح 14 أبريل/نيسان الحالي كان سعيدا بالنسبة للعلماء في وكالة الفضاء الأوروبية، حيث أطلق بنجاح الصاروخ أريان الأوروبي من غويانا الفرنسية على ساحل أميركا الجنوبية حاملا معه مهمة جديدة فريدة من نوعها إلى الفضاء.
سميت المهمة "جوس" JUICE أو مستكشف أقمار المشتري الجليدية (Jupiter Icy Moons Explorer)، وقد بدأت مقترحا بحثيا في مايو/أيار 2012 ثم تمت الموافقة عليه، وفي 2015 صممت شركة "إيرباص" (Airbus) للدفاع والفضاء المسبار الروبوتي وصنعته، ليتم تجميعه بعد ذلك في تولوز بفرنسا.
وعلى مدار الأسبوعين ونصف الأسبوع التاليين ستنشر المهمة -التي تبلغ تكلفتها 1.6 مليار يورو- هوائياتها المختلفة وأذرع الأجهزة، بما في ذلك هوائي الرادار بطول 16 مترا، وذراع مقياس مغناطيسية بطول 10.6 أمتار، والعديد من الأدوات الأخرى التي ستدرس بيئة كوكب المشتري وتحت السطح الجليدي.
مهمة طويلة
سوف يستغرق المسبار 8 سنوات للوصول إلى كوكب المشتري، وفي ديسمبر/كانون الأول 2034 سيبدأ في دراسة هدفه الرئيسي، وهو "جانيميد" لمدة 9 أشهر.
وجانيميد هو أكبر الأقمار التابعة للمشتري وأكبر أقمار المجموعة الشمسية كلها، بل إنه أكبر من عطارد وبلوتو، وبالعمل عليه ستصبح "جوس" أول مركبة فضائية تعمل حول قمر غير قمر الأرض.
وكان مرصد هابل الفضائي التابع لناسا قد وجد دلائل على وجود محيط من المياه المالحة تحت القشرة الجليدية للقمر جانيميد، والذي يُعتقد أنه يحتوي على مياه أكثر من كل المياه الموجودة على سطح الأرض.
وحسب وكالة ناسا الفضائية، فقد قدر العلماء سماكة محيط جانيميد بـ100 كيلومتر، ويُعتقد أنه مدفون تحت قشرة بسمك 150 كيلومترا من الجليد في الأغلب.
وفي حال تأكيد "جوس" على وجود تلك المياه المخزنة فإن ذلك يرفع نسب الاحتمالات القائلة بإمكانية أن تحتضن تلك الأقمار صورا من صور الحياة، مما يعني مهام أخرى ستنطلق لدراستها بشكل أكثر استفاضة خلال العقود التالية.
ستعمل المهمة على بناء خرائط طبوغرافية وجيولوجية وتركيبية لأسطح الأقمار الثلاثة التي سوف تدرسها (ناسا)
مهام مركّبة
وفي هذا السياق، ستعمل المهمة على بناء خرائط طبوغرافية وجيولوجية وتركيبية لأسطح الأقمار الثلاثة التي سوف تدرسها، خاصة للقشور الجليدية التي تغطي أسطحها.
إلى جانب ذلك، سيستخدم باحثو وكالة الفضاء الأوروبية المهمة لدراسة المجال المغناطيسي للقمر جانيميد بشكل خاص، لأنه القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي يمتلك مجاله المغناطيسي الخاص، والذي يتفاعل مع الغلاف المغناطيسي للمشتري بصورة معقدة للغاية تستهدف المهمة دراستها.
وإضافة إلى جانيميد ستقوم المهمة بدراسة قمرين آخرين للمشتري، وهما أوروبا وكاليستو، وبالنسبة للقمر أوروبا تحديدا فسوف تتركز أهداف المهمة على البحث عن الجزيئات والمركبات الكيميائية الأساسية للحياة.