الذنب يعني المخالفة ، فكل عمل من الأعمال التي تخالف الاوامر الالهية يعد في نظر الاسلام ذنباً ، فحتى لو كان الذنب هيناً فهو عظيم وكبير وذلك لمخالفة الاوامر الربانية وعدم إطاعة الله سبحانه وتعالى .
قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبي ذر :
« لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن انظر الى من عصيته » (1) .
الاصطلاحات الدالة على الذنب في القرآن الكريم :
ذكرت في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله سلم ) واهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) اصطلاحات كثيرة ومختلفة حول الذنب ، حيث يكشف كل منها عن قسم من الآثار السيئة للذنب ويبّين الانواع المختلفة له ، والاصطلاحات التي وردت في القرآن الكريم عن الذنب
____________
(1) مجموعة ورام ج 2 ص 53 .
عبارة عن :
1 ـ الذنب 2 ـ المعصية 3 ـ الاثم 4 ـ السيئة 5 ـ الجرم 6 ـ الحرام 7 ـ الخطيئة
8 ـ الفسق 9 ـ الفساد 10 ـ الفجور 11 ـ المنكر 12 ـ الفاحشة 13 ـ الخبط
14 ـ الشر 15 ـ اللمم 16 ـ الوزر والثقل 17 ـ الحنث .
1 ـ الذنب : ومعناه التابع ، وحيث ان كل عمل مخالف للشريعة يتبعه نوع من الجزاء الدنيوي او الاخروي ، فقد وردت هذه الكلمة 35 مرة في القرآن الكريم .
2 ـ المعصية : ومعناها التمرد والخروج عن الاوامر الالهية ، وتعبّر عن تعدي الانسان لحدود العبودية ، وقد وردت هذه الكلمة 33 مرة في القرآن الكريم .
3 ـ الاثم : ومعناه الخمول ، والبط ، والعجز ، والحرمان من الأجر والثواب . وهو دلالة على أنّ الآثم شخص عاجز ومحروم ولا ينبغي له ان يتوهم بانه فطنّ ، وهذه الكلمة ذكرت في القرآن الكريم 48 مرة .
4 ـ السيئة : ومعناها العمل القبيح والسيء الموجب للهم والذلة ، وتقابلها ( الحسنة ) التي تعني السعادة والفلاح ، ووردت هذه الكلمة في القرآن الكريم 165 مرة . وكلمة السوء مأخوذة من نفس المصطلح وذكرت 44 مرة في القرآن الكريم .
5 ـ الجرم : ويعني في الاصل : انفصال الثمرة عن الشجرة وكذلك تعني الانحطاط ، والجريمة والجرائم اشتقت من نفس هذه المادة ، والتلوث بالجرم يبعد الانسان عن الحقيقة ، والسعادة ، والتكامل ، والهدف ، وقد وردت هذه الكلمة 61 مرة في القرآن الكريم .
6 ـ الحرام : وتعني هذه الكلمة المنع والحظر . كلباس الاحرام الذي يرتديه الانسان في الحج والعمرة فيحرم عليه ممارسة عدة من الاعمال ، والشهر الحرام هو الشهر الذي يحرّم فيه القتال ، والمسجد الحرام يعني المسجد الذي له قدسيّة وحرمة خاصة ويحرم على المشركين الدخول فيه ، وقد وردت هذه الكلمة 75 مرة في القرآن الكريم .
7 ـ الخطيئة : وتعني الذنب غير المتعمد غالباً . وقد تعني احياناً الذنب الكبير ، كما اشير اليها في آيتين في القرآن الكريم . ( بلى من كسب شيّئة وأحاطت به خطيئته فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) (1) .
ووردت في سورة الحاقة الآية 37 .
( لا يأكله إلاّ الخاطئون ) .
ان ارتكاب الخطيئة يقطع على الانسان طريق النجاة ويمنع دخول الانوار الالهية الى قلبه .
____________
(1) البقرة : آية 81 .
هذا الاصطلاح في الاصل هو حالة تحصل للإنسان نتيجة اقترافه الذنب فتمنعه من بلوغ سبيل النجاة وتحجب نفوذ انوار الهداية الى قبله (1) . وردت هذه الكلمة 22 مرة في القرآن الكريم .
8 ـ الفسق : ويعني في الأصل خروج نوى التمر عن قشوره ، وهو كناية عن خروج المذنب عن طريق الطاعة والعبودية لله سبحانه وتعالى .
اي انه بذنبه قد انتهك حرمة الاوامر الالهية ، وفي النتيجة بقي هذا المذنب عارياً وبدون حصن يحصنه وحافظ يحفظه . وقد ورد هذا الاصطلاح 53 مرة في القرآن الكريم .
9 ـ الفساد : ويعني الخروج عن حد الاعتدال ، ونتيجته الضياع وتبذير القوى ، وقد ذكر هذا الاصطلاح 50 مرة في القرآن الكريم .
10 ـ الفجور (2) : ومعناه تمزق ستار الحياء والسمعة والدين ، وعاقبته الافتضاح ، وجاء هذا الاصطلاح ست مرات في القرآن الكريم .
11 ـ المنكر : وأصله من الانكار بمعنى الغير معروف ، وذلك لكون الذنب غير مأنوس لدى الفطرة والعقل السليم ، بل يعدانه قبيحاً اجنبياً ، وقد ورد هذا الاصطلاح 16مرة في القرآن الكريم ، وطرح اكثر الاحيان بعنوان النهي عن المنكر .
____________
(1) الميزان ج 1 ص 218 .
(2) الفجور شق ستر الديانة ( مفردات الراغب 373 ) .
12 ـ الفاحشة : هي الكلام والعمل القبيح الذي لا شك في قبحه . وفي بعض الاحيان تستعمل بمعنى العمل الشديد القبح والعار والتضجر . وقد ورد هذا الاصطلاح 24 مرة في القرآن الكريم .
13 ـ الخبط : ومعناه عدم التعادل والتوازن في القيام والقعود . وكأن المذنب يتحرك حركات غير موزونة ولا معقولة يتبعها خمول وانحطاط .
14 ـ الشر : ومعناه كل شيء قبيح يرفضه الناس .وعلى العكس منه اصطلاح الخير ، بمعنى العمل المحبوب لدى الناس وكأن الذنب هو على خلاف الفطرة والاحساس الداخلي للبشر . وهذا الاصطلاح يستعمل غالباً في مورد البلاء والنوائب ويستعمل احياناً في مورد الذنب حيث ورد قوله تعالى في سورة الزلزال بمعنى الذنب :
( ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ) (1) .
15 ـ اللمم : ( وهو على وزن قلم ) بمعنى التقرب الى الذنب ، وبمعنى الاشياء القليلة . ويستعمل في الذنوب الصغيرة ، وورد هذا الاصطلاح مرة واحدة في سورة ( النجم آية 32 ) .
16 ـ الوزر : ومعناه الثقل .يأتي اكثر الاحيان بمعنى تحمل ذنوب الاخرين . فالوزير يطلق على من يتحمل عبء الحكومة الثقيل ، والمذنب غافل عن انه سيحمل على عاتقه حملاً ثقيلاً ، وهذا الاصطلاح ذكر 26 مرة في القرآن الكريم .
____________
(1) سورة الزلزال آية 8 .
وفي بعض الاحيان ورد اصطلاح « الثقل » في القرآن الكريم في مورد الذنب ، كما دلت عليه الآية 13 من سورة العنكبوت .
17 ـ الحنث : ( على وزن جنس ) (1) وأصله التمايل والانحراف نحو الباطل ، واكثر ما تستعمل هذه الكلمة للذنوب الناتجة من عدم الوفاء بالوعد ، ونقض العهد بعد الالتزام به ، التي تعد من الذنوب الكبيرة . وقد ورد هذا الاصطلاح مرتين في القرآن الكريم .
إن هذه الاصطلاحات السبعة عشر يبيّن كلّ واحدٍ منها جزءاً من الآثار الوخيمة للذنب ويجسد الوانه ، وكل واحد منها له أسلوب خاص في تحذير الناس من ارتكاب الذنوب .
الاصطلاحات الاخرى في الروايات :
جاءت في الروايات الاسلامية اصطلاحات أخرى للذنوب مثل : الجريرة ، الجناية ، الزلة ، العثرة ، والعيب و . . .
وكل واحد من هذه الاصطلاحات يبين لنا معناً خاصاً للذنب من الممكن للانسان أن يقع فيه .
اقسام الذنب :
قسم علماء الاسلام قديماً الذنب الى قسمين .
1 ـ الذنوب الكبيرة .
____________
(1) مفردات الراغب والمنجد ( حنث ) .
2 ـ الذنوب الصغيرة .
وقد نشأ هذا التقسيم من القرآن الكريم والروايات ، فمثلاً نقرأ في القرآن الكريم :
الآية 31 من سورة النساء :
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ) .
وفي الآية 49 من سورة الكهف :
( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرةً إلاّ أحصاها ) .
وفي الآية 32 من سورة النجم :
( الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش الاّ اللّمم إنّ ربك واسع المغفرة ... ) (1) .
1 ـ اللمم ( على وزن قلم ) واصلها القرب من الذنب وتحتسب من الذنوب الصغيرة .
وفي الآية 37 من سورة الشورى :
( والّذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش ) .
وفي الآية 48 من سورة النساء :
____________
(1) اللمم ( على وزن قلم ) تعني في الاصل الاقتراب نحو الذنب ، كما يعبر عن الذنوب الصغيرة بـ « اللمم » ايضاً .
(
إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثّما عظيماً ) .
لقد أصبح واضحاً من خلال هذه الايات الشريفة ان الذنوب في الاسلام على نوعين : صغيرة وكبيرة .
ويستفاد أيضاً من ان بعض الذنوب ( بدون توبة نصوحة ) لا عفو فيها وانّ بعضها تشمله المغفرة والعفو الالهي .
تقسيم الذنوب كما جاء في الروايات :
جاءت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) روايات متعددة تبين لنا تقسيم الذنوب الى الكبيرة والصغيرة .
وقد أختصّ بهذا الموضوع ما رود في كتاب اصول الكافي تحت عنوان « باب الكبائر » والذي يحتوي على 24 حديثاً ، حيث ورد في الرواية الاولى والثانية من هذا الباب ان الذنوب الكبيرة تطلق على الذنوب التي جعل الله لها النار والجحيم واجباً وحتمياً (1) .
وجاء في بعض هذه الروايات ان الذنوب الكبيرة سبعة انواع ( كما جاء في الرواية الثالثة والثامنة ) ، وفي بعضها انها تسعة عشر ذنباً ( رواية 24 ) (2) .
____________
(1) الكبائر التي اوجب الله سبحانه عليها النار . ( اصول الكافي ج 2 ص 276 ) .
(2) اصول الكافي ط آخوندي ج 2 ص 285 ـ وسائل الشيعة ج 11 ص 252 فما بعدها .
=============== (17)
ومن مجموع هذه الروايات يظهر ان الذنوب تكون من حيث الشدة والضعف على قسمين كبيرة وصغيرة . وبالرغم من ان كل ذنب مخالف للاوامر الالهية يعتبر كبيراً وثقيلاً ، ولكن هذا الموضوع لا ينافي كون بعض الذنوب من حيث اثارها الوخيمة اكبر من البعض الاخر وبالتالي تقسيمها الى كبيرة وصغيرة .
ما جاء على لسان الامام الصادق ( عليه السلام ) حول الذنوب الكبيرة في كتاب الله سبحانه .
قال الامام الكاظم ( عليه السلام ) .
جاء أحد علماء الاسلام وهو ( عمرو بن عبيد ) الى الامام الصادق ( عليه السلام ) بعد ان سلّم عليه وقرأ هذه الآية :
( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش ... ) ( النجم 32 ) .
بعدها سكت ولم يكمل الآية .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : « لماذا سكتّ ؟ ! » .
اجاب عمرو بن عبيد : أحبّ ان أعرف الذنوب الكبيرة في كتاب الله تعالى :
اجابه الامام ( عليه السلام ) : نعم يا عمرو ! ، اسمع .
1 ـ اكبر الذنوب الكبيرة الشرك بالله سبحانه كما قال سبحانه وتعالى :
( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنّة ) ( النساء 72 ) .
2 ـ وبعده اليأس من رحمته . قال الله تعالى :
( أنّه لا يياس من روح الله إلاّ القوم الكافرون ) ( يوسف 87 ) .
3 ـ وبعدهما الامان من مكر الله تعالى . قال الله تعالى :
( فلا يأمن من مكر الله إلاّ القوم الخاسرون ) ( الاعراف 99 ) .
4 ـ ومن جملة الذنوب الكبيرة عقوق الوالدين . حيث اطلق الله على عاق الوالدين بـ ( جبّاراً شقياً ) (1) .
5 ـ قتل النفس المحترمة الا في موارد الحق حيث قال الله سبحانه :
( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ) ( النساء 93 ) .
6 ـ قذف المرأة الطاهرة بالزنا كما يقول الله سبحانه وتعالى :
( إن الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) ( النور 23 ) .
7 ـ اكل مال اليتيم : قال الله تعالى في مورد عاقبة الذين يأكلون مال اليتيم :
( إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ) ( النساء الآية 10 ) .
الفرار من جبهة الجهاد : كقوله تعالى :
____________
(1) وقد ورد على لسان عيسى ( عليه السلام ) ( وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً ) مريم 32 .
( ومن يولّهم يؤمئذ دبره الاّ متحرفاً لقتالٍ أو متحيزاً الى فئةٍ فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير ) ( الانفال 16 ) .
9 ـ اكل الربا : قال الله تعالى :
( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الّذي يتخبطه الشّيطان من المسّ ) ( البقرة 277 ) .
10 ـ السحر والشعبذة : حيث قال الله تعالى :
( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاقٍ ) ( البقرة 103 ) .
11 ـ الزنا ، قال الله تعالى :
( ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ) ( الفرقان 68 ، 69 ) .
12 ـ القسم الكاذب للذنب ، قال الله تعالى :
( الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الاخرة ) ( آل عمران 77 ) .
13 ـ الخيانة عند غنائم الحرب ، كقوله تعالى :
( ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ) ( آل عمران 161 ) .
14 ـ منع الزكاة ، حيث قال الله تعالى في مورد عاقبة مانع الزكاة :
( يوم يحمى عليها في نار جهنّم فتكوى بها جباههم
وجنوبهم وظهورهم ) ( التوبة 35 ) .
15 ـ الشهادة كذباً وكتمان شهادة الحق ، كقوله تعالى :
( ومن يكتمها فانه آثم قلبه ) ( البقرة 283 ) .
16 ـ شرب الخمر : لان الله سبحانه نهى عنها كما نهى عن عبادة الاوثان والاصنام . كما ورد في ( الآية 90 ) من سورة المائدة .
17 ـ ترك الصلاة او أحد الواجبات الالهية الاخرى عمداً .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
« من ترك الصلاة متعمداً فقد بريء من ذمة الله وذمة رسول الله » .
18 و 19 ـ عدم الوفاء بالعهد ، وقطع صلة الرحم : كقوله تعالى :
( اولئك لهم الّلعنة ولهم سوء الدّار ) ( الفرقان 25 ) .
قال الرواي : ولما ان وصل الامام الصادق ( عليه السلام ) الى هذه النقطة اجهش عمرو بن عبيد بالبكاء والعويل من شدة الحزن وخرج من مجلسه وهو يقول : هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (1) .
الموازين والمعايير لمعرفة الذنوب الكبيرة والصغيرة :
ما هو المعيار لمعرفة الذنوب الكبيرة من الصغيرة ؟ حيث ان هناك اختلافاً كثيراً في اقوال العلماء ، فمنهم من يقول : ان المعيار
____________
(1) اصول الكافي : ج 2 ، ص 258 ، ـ 287 ، أصول الكافي المترجم ج 3 ص 390 ـ 392 .
لتشخيص تلك الذنوب ، الامور التالية :
1 ـ كل ذنب وعد الله سبحانه وتعالى له في القرآن الكريم عذاباً .
2 ـ كل ذنب عين له الشارع المقدس حداً معيناً ( كشارب الخمر والزاني ، والسارق ، وامثالها ، فحدودها الجلد والقتل والرجم ) وقد حذر عنه القرآن الكريم .
3 ـ كل ذنب يدل على الاستهانة بالدين والامبالاة به .
4 ـ كل ذنب ثبتت حرمته وانه ذنب كبير بالأدلة القاطعة .
5 ـ كل ذنب هدّد له القرآن والسنة بالعذاب الشديد لمرتكبه (1) .
أما حول عدد الذنوب الكبيرة فبعضهم قال : سبعة والبعض الآخر قالوا : عشرة ، واخرون : عشرون ، والبعض : اربع وثلاثون وبعض : أربعون أو أكثر .
والجدير بالانتباه هو أنّ هذه الاختلافات في العدد قد جمعت واقتبست من الايات والروايات المختلفة ، ولاجل ذلك لا تكون الذنوب الكبيرة في مستوى واحد .
____________
(1) نقلاً من العلامة المجلسي في شرح اصول الكافي ، والتي نقلها بدوره عن الشيخ البهائي ، ترجمة ( اصول الكافي ج3 ص 392 ) .
الذنوب الكبيرة في نظر الامام الخميني ( قدس سره ) .
جاء في كتاب تحرير الوسيلة للامام الخميني ( قدس سره ) حول الذنوب الكبيرة ما يلي :
1 ـ هي كل معصية توعد الله مرتكبها بنار جهنّم كما ورد في القرآن والروايات الاسلامية .
2 ـ أو نهي عنها في الشريعة نهياً غليظاً .
3 ـ او دل دليل على كونها اكبر من بعض الذنوب الكبيرة الاخرى او امثالها .
4 ـ او حكم العقل بانها كبيرة .
5 ـ ان يعد ذلك الذنب في ارتكاز المتشرعة من الذنوب الكبيرة .
6 ـ او ورود النص من الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) او الائمة ( عليهم السلام ) بكونها من الذنوب الكبيرة .
ثم قال : الذنوب الكبيرة كثيرة بعضها عبارة عن :
1 ـ اليأس من رحمة الله .
2 ـ الأمن من مكره .
3 ـ الكذب على الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأوصيائه .
4 ـ قتل النفس التي حرمها الله الا بالحق .
5 ـ عقوق الوالدين .
6 ـ اكل مال اليتيم ظلماً .
7 ـ قذف المحصنة .
8 ـ الفرار من الزحف .
9 ـ قطيعة الرحم .
10 ـ السحر والشعبذة .
11 ـ الزنا .
12 ـ اللواط .
13 ـ السرقة .
14 ـ اليمين الغموس .
15 ـ كتمان الشهادة في مورد تكون الشهادة عليه واجبة .
16 ـ شهادة الزور .
17ـ نقض العهد .
18 ـ الحيف في الوصية .
19 ـ شرب الخمر .
20 ـ الربا .
21 ـ أكل السحت .
22 ـ القمار .
23 ـ اكل الميتة والدم .
24 ـ اكل لحم الخنزير .
25 ـ ما أهلّ لغير الله من غير ضرورة .
26 ـ البخس في المكيال والميزان .
27 ـ التعرب بعد الهجرة (1) .
28 ـ معونة الظالمين .
29 ـ الركون اليهم ( يعني الظالمين ) .
30 ـ حبس الحقوق من غير عذر .
31 ـ الكذب .
32 ـ التكبر .
33 ـ الاسراف والتبذير .
34 ـ الخيانة .
35 ـ الغيبة .
36 ـ النميمة .
37 ـ الاشتغال بالملاهي .
38 ـ الاستخفاف بالحج .
39 ـ ترك الصلاة .
40 ـ منع الزكاة .
41 ـ الاصرار على الصغائر من الذنوب .
وأما الشرك بالله تعالى وانكار ما انزله ومحاربة اوليائه فهي من اكبر الكبائر (2) .
____________
(1) يعني أنّ الانسان كان في مكان محفوظ فيه دينه ويهاجر الى مكان يكون دينه في خطر فيسمى ذلك ( التعرب ) .
(2) تحرير الوسيلة ج 1 ص 274 ، 275 .
تقسيم آخر للذنوب :
قال الامام علي ( عليه السلام ) (1) .
« إن الذنوب ثلاثة .... فذنب مغفور وذنب غير مغفور . وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه » .
قيل : يا امير المؤمنين ( عليه السلام ) فبينها لنا ، قال ( عليه السلام ) نعم : أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم ان يعاقب عبده مرتيّن ، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض ، إن الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه فقال : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكّف ، ولو مسحة بكف ونطحةٍ ما بين الشاة القرناء الى الشاة الجماء ، فيقتض الله للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لأحدٍ عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله الى الحساب ، وأم الذنب الثالث فذنب سترة الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعاً من ذنبه ، راجياً لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب .
____________
(1) بحار الانوار ج 6 ص 29 ـ 30 .
ii