يقول أبو مِشكَم "إذا أردتم مناداتي فنادوني بالسيَّد" قلنا لهُ ؛ يا أبا مشكم إنَّكَ لستَ سيّداً كما في العرف أي أنَّكَ لستَ من ذريّة النبي فيقول ببجاحة وثقة عمياء "أنا سيّدٌ بأفعالي!"
ممتازٌ إذن لقد وجدنا من يقدرُ على حل مشاكلنا إذا وقعنا في واحدةٍ منها
ذات يوم جاء إليّ صديقي مهرعاً يشكو من زوجته فقلتُ له ؛
لا تحزن ولا تَخَف دعها لأبي مشكم
بعد يومينِ إلتقينا بأبي مشكم لنقصّ عليه القصّة ويلعب هو دورهُ في حلّها فقال صديقي مخاطباً أبو مشكَم ؛
-إنَّ زوجتي تزعجني كثيراً وهيَ تثرثر
+قم بلطمها على وجهها أو تزوّج عليها واحدةً أخرى!《قال أبومشكم ثمَّ استطردَ في كلامه》اليست زوجتك ليلى بنتُ النجّار!؟
أجابَ صديقي 《نعم》
-طلَّقها إذن! بنتُ النجّار ليست بالمرأة الهيّنة وهذي العائلة لها ماضي اسود وقبيح رغم جمالها!
بعد فترةٍ قصيرة طلَّقَ صديقي زوجته وتزوّج واحدةً أخرى ثمّ عاد لأبو مشكم بعد شهور
-يا أبا مشكم إنّ زوجتي الجديدة لا تُصلّي ولا تصوم ولا تؤمن حتّى بالدين!《قال صديقي لأبو مشكم ، فقال الآخر》
-أليست زوجتك هيَ خولة ذاتُ العينين!؟ هذي المرأة من اسوأ نساء الحي رغم جمالها الفتّاك
+ماذا أفعل؟ قال صديقي متسائلاً
طلَّقها يا ولدي فالجمالُ لا يدوم على عكس الأخلاق فاختر لنفسك واحدة تتميّز بعظمة في الخُلُق!
ومرّةً أخرى طلَّق صديقي زوجتهُ خولة وتزوّج واحدة أخرى ذاتُ خلقٍ وخلُق ولكن جاء مرّةً ليشكو لأبي مشكم
-يا أبا مشكم إنَّ زوجتي الجديدة عظيمة الخلُق لا ينقصها شيءٌ ولكنّها عاقرٌ لا تلِد!
قال ابو مشكم بإبتسامةٍ صفراء وقد بانت أسنانهُ التي تتخيّلُ إذا رأيتها بأنَّهُ يأكلُ الحديد
-إذا كانت لا تلِد فما الفائدة أنت بحاجة إلى ذريّة لكي يرِثوك طلَّقها يا ولدي وإتّخذ لنفسك واحدةً تجمعُ الخلقَ والخلُق طويلة القامةِ جميلةُ العينين ليست عاقرٌ
كعادة الحمقى قامَ صديقي مرةً أخرى بتطليق زوجته والزواج من أخرى ، عاشَ صديقي هذهِ المرة مع امرأتهِ الجديدة عامين كانت سيّدة في الجمال والخلُق وقد ولدَت له ولدٌ وبنت إلى ان رأى أبو مشكم صديقي ذات ليلة فقال له بتحسّر وتوجُّع
-أنا آسف على ما سوفَ أقوله ولكنّ زوجتك الجديدة خائنة وقد خانتكَ مع رجلٌ آخر
إحمرَّت عينا صديقي حزناً وغضبا ثمَّ قال
-ماذا افعل هل أقتلها
فنهرهُ أبو مشكم بشدّة وكادَ أن يضربه قائلاً
-إيّاكَ أن تلمسُها وأنا سيّدُ هذا الحي
المهم بعد يومين طلَّقَ صديقي زوجتهُ الأخيرة مصدّقاً أبو مشكم فيما قاله عنها.!
أجلسُ الآن إلى جانب صديقي وقد مزَّقَ رأسي بشكواه وندمه عن حماقاته وإقدامهُ الغبي على تطليق زوجاته واحدةً تلوَ الأخرى كانَ يشكو بحزنٍ وقد اغرورقَت عيناه حتّى فوجئنا بمنظرٍ كدنا نجنُّ عندما رأيناه
كان أبو مشكم يمشي بإستقامة لابساً ثوباً وعلى يمينه امرأتين وكذلك على يساره العجيبُ في الأمر أنَّ جميع هؤلاء النسا هُنَّ طليقات صديقي السابق.!
"هل رأيتم كيفَ سادَ ابو مشكم على حيّنا فصارَ سيّدا!؟ تقول القاعدة "يجعلونك تكرهُ أغلى ما تمتلك ثمَّ يجعلونهُ ملكاً لهم!"
العيلامي