هنا

[ملكةه]

قــال تـعــالــى : {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}..
معنى الآية المبارڪــة هو انَّ الله تعالى قد أنبت على سبيل الإعجاز شجرةً من يقطين في الموضع الذي جلس عنده يونس (عليه السلام) فالتحفَ بأوراقها لتقِيه حرارةَ الشمس، ذلك لأنَّ شجرة اليقطين تمتاز أوراقها بسعة عرضها وإستدارته مضافاً إلى ڪــثافتها ونداوتها، لذلك وجد يونس (عليه السلام)في الإلتحاف بها منتجعاً يستريحُ إليه لما إنتابه من سُقمٍ ورقَّةٍ في الجلد لتسلُّخه من تأثير مڪــثه زمناً في جوف الحوت،

• قال تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ . وقد يڪــون المراد من قوله تعالى:
﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾
انَّه وجد شجرةً من يقطين ڪــانت قائمة قبل خروجه من بطن الحوت فجلس عندها؛ أو إضجع عندها والتحفَ بأوراقها لتقيه من حرارة الشمس.

⏎ فالمراد ظاهراً من الإستظلال هو الإحتماء من حرارة الشمس، وليس المقصود من الإستظلال هو الجلوس في ظلِّ شجرة اليقطين لأنَّ من المعلوم بأنَّ شجرة اليقطين ليس لظلِّها إمتدادٌ يصلح للإستظلال به نظراً لـڪونها من الأشجار غير القائمة على سوقها.

⏎ نعم يمـڪن أنْ يـڪون الإنتفاع من شجرة اليقطين بنحو الإستظلال لو وجدها معروشةً ڪشجر العنب أو انَّ يونس ڪان قد وضع متـڪئاً تحت أغصان شجرة اليقطين ثم جلس أو إضجع في فيئها، فيـڪون ذلك مصحِّحاً للتعبير عن جلوسه عند شجرة اليقطين بالإستظلال، ولعل الإعتبار يؤيد ذلك نظراً لمقتضى طبيعة الإنسان انَّه إذا إحتاج إلى شيئٍ فإنَّه يُهيئ ذلك الشيئ ليـڪون صالحاً للإنتفاع المناسب له.

تفسير القمي