قرأتُك مرةً و أعدتُ أخرى
فضولٌ قادني و كذاكَ ذكرى

فلمْ القاكَ في الحالين إلا
ربيعاً يملأُ الوجـدانَ زَهْـــرا

أبا حسنٍ أقولُ و لا أغالي
و ربُ القلبِ بالنيّاتِ أدرى

كقولِ نساءِ مصرٍ في نـــبيٍ
بأسمهِ سـورةٌ تُتلى و تُقرا

أ هذا من الأنامِ "وقُلنَّ حاشا "*
و أنتَ بـ"حاشا" يا كرّارُ أحرى

فيا "مَلكَاً كريماً " كان فينا
يفيضُ مروءةً و يشّعُ طُهرا

على أرضِ العراق و يمحو عنها
بعدلهِ و الحنانِ أسىً و فُقرا

و يفضحُ كلَ زيفٍ زيفتْهٌ
سياسةُ من غدوا للظلمِ أسرى

فيُوصي الاشترَ النخعيَّ "أرفقْ "
و لا تُصبحْ على الأقوامِ وزرا

و يعفو عن حُميراءٍ تمادتْ
و جيّشتْ الجيوشَ عليهِ تَترى

و يعتنقُ المبادئَ حيث يدري
بأنها قد تعودُ عليهِ ( طَبْرا )

كموسى كانَ و الأقوامُ خَضِرٌ
محالاً قد تطيقُ ( عليه صبرا ) **

و لو قد شاء عرشاً كان هذا
لهُ و يعيشُ فوقَ العرشِ دهرا

و لكنَّ الطهارةَ سوف تذوي
و عنهُ تنتفي لو كانَ ( كُسرى )

فلا يغدو هناك لنا ( علياً )
بهِ نتباهى أجلالاً و فـخرا

و لا " ميثمْ " يعلّمُنا انتفاضاً
و يُطعمُنا الوفا للحقِ "تمرا "

و لا نرثي بدمعِ الروحِ فجراً
و نحفرُ للضيا في الناسِ قبرا

و لا نُهدي سلاماً جاءَ فيهِ :
الى الفُرسانِ نشدو الحبَ شعرا .

* استدعاءات من النص القرآني
( و قُلنَّ حاشا لله ما هذا بشر ..سورة يوسف )
( أنك لن تستطيع معي صبرا ..
سورة الكهف ، قصة موسى و فتاه )







حيدر حافظ