كلُّ ما حلّ بكم ماهوَ إلّا
قضاءٌ وقدَر
فلا تشتموني لو قتلتُ
بحُزنٍ ، مَن عثَر!
فقد أعطاني القديرُ
قلباً رحيماً
إذ أنَّ عينيَّ بعد كلّ
غيلةٍ
تنهملانِ كالمَطَر ..
إنّني أحملُ وزراً على ظهري
وليسَ لي وزَر
ما الفرق بينَ الموت على الفراش
او بين الموت قتيلاً
إذ أنّهُ ليس من الموتِ مفَر!؟
فدعوني أقتلكم حبّاً لكم
استغفرالله أنا لا أقتلُ شعبي
فحتّى الجاني لا أعاقبهُ
لو إرتادَ بيتُ اللهِ وفجّر
أنا لا أقتلُ أفعى لو لدغَتني
فما بالكُ بالبَشَر!؟
فالخيرُ يلمعُ في جبيني
فأنا أبكي بعدَ كلّ رأسٍ أزيلهُ
كما أبكي حينما أقطّعُ البصَل
ماذا سيحدُثُ
لو أنّ نجمي أفَل!؟
ماذا سيحصل لو أنّني متُّ
دونما أثَر!؟
هل سيأتي إليكم من بعيدْ
رجلاً مثلي كهارونِ الرشيدْ
فأنا جمعتُ كلُّ خصال الأقوياء
إذ أنّني العبُ دائماً
على الأوتارِ فلا أُبقي منها وتَر
يا ناسُ فلتُدفِئوا أعناقكم
وضعوها في الترابِ كالنعامة
فهذي الأرض أرضكم
والترابُ ترابكُم
لا تهربوا منّي خوفاً من الموتِ
لأنّكُم ملاقوهُ
هذا ما كانَ عندي وقلتهُ
واسألُ الله أن يغفرَ لي
مات والينا فخطّوا على قبره
"قد غفَر!"

العيلامي