في يوم من الايام خلال فصل الخريف ذهب قناص الي الغابة حاملاً بندقيته يريد أن يصطاد بعض الطرائد من الحيوانات، وفي طريقه فاجئه عواء مزعج، فصوب الصياد البندقية نحو الصوت، ظهر ذئب خائف مذعور وقال له : ارجوك ايها القناص لا تقتلني فأنا لست شرساً، قال الصياد : ولكنك تهجم علي الغنم وتأكلها بأنيابك الحادة، قال الذئب : وانت ؟ انت ايضاً تقتل الطيور والارانب بنندقيتك هذه ؟ فاجاب الصياد : ولكن لدي رخصة للقنص ! وبينما كان القناص يتحدث معه فإذا بالذئب يغافله ويقفز من شجرة الي شجرة حتي اختفي تماماً عن عينيه .
لمح الذئب راعياً يجلس تحت شجرة فقال له يستعطفه : ايها الراعي الطيب، من فضلك احمني من هذا القناص الشرير، والكلب السلوقي انهما يقتفيان اثري ويريدان بي سوء، فقال الراعي مطمئناً الذئب : لا تخف ايها الذئب، لقد علمني معلمي الرفق بالحيوان، اختبئ في هذا الكيس ولا تتحرك .. انكمش الذئب داخل الكيس ولما حضر القناص والكلب لم يستطيعا العثور عليه فقال الذئب للراعي عندما غادر القناص : اخرجني بسرعة اكاد اختنق، سأله الراعي في حذر : ومن يضمن لي انك لن تخونني وتفي بالعهد فلا تؤذي غنمي الوديعة ؟ قال الذئب : هل أنا مجنون لأرد الحسنة بالسيئة ؟!
اطمأن الراعي وفتح الكيس فقفز الذئب صائحاً : اتركني التهم الغنم فانا اشهر بالجوع الشديد، خاف الراعي وقال : هل هذا جزاء الاحسان ؟ قال تعالي : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم وقال سبحانه : والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون . صدق الله العظيم، فقال الذئب: هذا صحيح ولكنني في النهاية ذئب ولا اميز بين الخير والشر، وانت ظلمت نفسك وغنمك بإنقاذك لي من يد القناص .
أدرك الراعي أن غنمه في خطر، والذئب الشرس لن يتخلى عن رأيه، ففكر في حيلة تخلص غنمه: – حقا، أيها (العاقل).. إنك لا تقول إلا (الحق). علينا أن نحتكم إلى الأرنب؟ سارا مسافات طويلة، حتى لقيا الأرنب يقفز بين الأشجار، فحياه الذئب: – صباح الخير، أيها الأرنب الصغير! – قل: السلام عليكم.. قال رسول الله : «إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام». وقال أنس رضي الله عنه «مر النبي على صبيان يلعبون، فسلم عليهم». قال الراعي: – كان القناص وكلبه يطاردان هذا الذئب، فأخفيته في الكيس. ولما أحس بانصرافهما، قفز فرحا يريد أن يلتهم غنمی!
قال الارنب متعجباً : لا استطيع أن اتصور ما حدث بينكما، لان فهمي بطئ، هل يمكنكم أن تمثلوا امامي من جديد هذه الحادثة ؟ قال الذئب : حسناً سنفعل حتي تحكم بنفسك، ودخل الذئب بكل سير داخل الكيس فأسرع الارنب اليه واغلق فتحته فيما ظل الراعي ينظر باعجاب كبير الي الارنب، فقال الارنب : لو لم أدبر هذه الحيلة الي الذئب الشرير لما ترك غنمك سليمة، ولكن ماذا ستفعل الآن ؟ هل سوف تدعه في هذا الكيس يختنق ؟ قال الراعي : لا ايها الارنب الحكيم، فأنا لست قاسياً مثلة، سوف احمله الي حديقة الحيوانات فأنا لا اخون من خانني