أجواء من السعادة والارتياح في اليمن بفضل عملية تبادل مئات الأسرى بين أطراف النزاع

نشرت في: 14/04/2023


نص:فرانس24تابِع

انتشرت أجواء من السعادة والارتياح في اليمن بفضل عملية تبادل الأسرى بين طرفي النزاع في البلاد، خاصة وأنها تأتي قبيل عيد الفطر. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت بدء تبادل الأسرى الجمعة مع إقلاع أول طائرة من صنعاء على متنها سجناء من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا باتجاه عدن (جنوب).

نشرت
عملية لتبادل مئات الأسرى بين أطراف النزاع في اليمن أجواء من الفرح والارتياح. وتشمل العملية التي بدأت الجمعة سجناء سعوديين، كما قالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان. وقد "أقلعت أول طائرة من صنعاء" وعلى متنها أسرى من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا باتجاه عدن (جنوب)، مقر السلطة.


وغص مطارا صنعاء وعدن الجمعة بأقرباء أسرى، في يوم كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر واعتبروا أنه سيجعل عيد الفطر الذي يحل الأسبوع المقبل "عيدين".
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل في تويتر: "تم التاكيد أن عملية التبادل ستنطلق صباح الجمعة (...) وسوف تستمر ثلاثة أيام".
وكان فضائل أعلن في وقت سابق أن عملية التبادل ستنطلق الخميس وستشمل رحلات طيران للصليب الأحمر بين صنعاء وعدن (جنوب) والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) في اليمن، وكذلك الرياض وأبها (جنوب) في السعودية.

تأتي عملية تبادل الأسرى في سياق اتفاق تم التوصل إليه، في آذار/مارس الماضي، بين الحوثيين والحكومة خلال مفاوضات انعقدت في برن يقضي بتبادل أكثر من 880 أسيرا، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.


وستقلع طائرة أخرى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من صنعاء الجمعة وطائرة أخرى من عدن (جنوب)، وسيبلغ عدد الأسرى الإجمالي الذين ستنقلهم أربع طائرات نحو 320 سجينا.
وأفادت الحكومة اليمنية بأنه سيفرج عن 72 من أسراها، بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، الجمعة. وسيصل هؤلاء إلى عدن قادمين من صنعاء، فيما ذكر مسؤول حوثي أن عملية الإفراج ستشمل 250 من أسرى "حركة أنصار الله" سيعودون إلى صنعاء آتين من عدن.
عملية التبادل ستجري على مدار ثلاثة أيام
ستجري عملية التبادل على مدار ثلاثة أيام، وتشمل صنعاء والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) وعدن في اليمن، والرياض وأبها (جنوب) في السعودية.
ورأى المحلل السياسي اليمني هشام العميسي أن عملية التبادل "خطوة مهمة لبناء الثقة (...) الأمر الذي قد يعزز عملية السلام ويمهد الطريق نحو المصالحة"، مضيفا "لكننا بحاجة إلى مواصلة هذه التبادلات (...)، والأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى مواصلة جهود خفض التصعيد".
وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات مع الحوثيين في صنعاء هذا الأسبوع. وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخّراً على تصوّر سعودي بشأن حل النزاع بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عُمانية استمرت شهرين في مسق. يقوم التصور السعودي وفقا للمصادر نفسها، على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين يتمّ خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كلّ الأطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
جموع في المطارات
على مدرج مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014، تجمع مئات الأشخاص مقتربين من الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية والتي تشغلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعيونهم شاخصة إلى باب الطائرة آملين في رؤية أقرباء لهم في الأسر قادمين من عدن، في أي لحظة.
وقال يحيى أبو الكرى إن ابنه عبد الفتاح أسير منذ خمس سنوات. وقال "شعوري هو الشعور نفسه لدى الجماهير التي حضرت إلى هذا المكان. لنا عيدان، العيد القادم في نهاية رمضان واليوم العيد الكبير، يوم الإفراج عن أبنائنا".
نزل الركاب واحدا تلو الآخر رافعين قبضاتهم في الهواء في حركة تحد واضحة، وساروا بين مستقبليهم ومن بينهم مقاتلون حوثيون يرتدون البزة العسكرية وأطفال رشقوهم بالورود والأرز.
وشوهد كثير من المفرج عنهم يهرعون لدى مشاهدة أقرباء لهم لمعانقتهم وتقبيلهم.
"عيدان"
عند مدخل المطار، جلس مئات الأشخاص غالبيتهم على الأرصفة وفي ظل الأشجار، في انتظار خروج أقربائهم.
وقال عبدالله الحجوري لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن هنا لنستقبل أسرانا. ابني أسير منذ 2018. منذ خمس سنوات وأنا مشتاق له، وقلبي متعطش لرؤيته".
وسيطرت أجواء الفرح نفسها على مطار عدن، مقر الحكومة المؤقت الذي انتقلت اليه بعد وصول الحوثيين إلى صنعاء. وتوقفت حافلات بيضاء كبرى في المطار ونزل منها أسرى حوثيون يرتدون اللباس اليمني التقليدي ويحملون أغراضا قليلة وضعوها في أكياس أو حقائب ظهر صغيرة، ثم وقفوا في طوابير استعدادا للصعود على متن طائرة تنقلهم إلى صنعاء.
وهتف أحد الأشخاص الذين حضروا لمشاهدة عملية نقل الأسرى، أن عيد الفطر هذا العام "عيدان"، ملوحا بيده لأحد المُفرج عنهم الذي ابتسم ورد بالقول "إن شاء الله".
"فرحة عارمة"
وانتشر عناصر من القوات الحكومية لتنظيم العملية. ووقف عدد منهم مرتدين عمامات على رؤوسهم، عند باب كل حافلة أثناء نزول الركاب منها، وساعدوا أسرى مسنين في النزول، أحدهم كان على كرسي متحرك.
وسيطر الذكور على المشهد وكان جميع المفرج عنهم يرتدون الزي اليمني التقليدي فيما بدا شعر بعضهم ولحاهم طويلة.
وقال ناصر الضالع، وهو قريب أحد المفرج عنهم، "شعورنا في هذه اللحظات لا يوصف وفرحة عارمة عمت في أرجاء المجتمع اليمني".
وقال المفرج عنه سليم صالح الجمزي الذي كان معتقلا لنحو أربعة أعوام لدى الحوثيين، "إن شاء الله ينفك أسر من لا يزال من أصدقائنا في الاعتقال وينفك أسر جميع المعتقلين".
وقدم كثر بينهم مئات العسكريين ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لاستقبال الأسرى وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ونزل الصبيحي وهادي من الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وسط انتشار أمني كثيف وتصفيق حار من الحاضرين الذين حمل العديد منهم صورهما.
في صنعاء، ركع عدد من المفرج عنهم على المدرج وأدوا الصلاة، في حين لم يتردد آخرون في التعبير عن دعمهم المستمر للحوثيين.
وقال محمد أحمد الذي أمضى خمس سنوات ونصف السنة في الأسر، "لقد خرجنا من الظلمة إلى النور".


فرانس24/ أ ف ب