الفصام الوجداني SchizoAffective Disorder
نقرأ في بعض التقارير الطبية النفسية مصطلح :
الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder
فماهو اضطراب الفصام الوجداني ؟ وماهي أنواعه ؟ وكيف يتم التشخيص ؟ وما هو مآل هذا الاضطراب في مستقبل المريض ؟
كل هذا وغيرها من الأسئلة سوف يتم الإشارة اليها في هذا التدوينة ؟
اضطراب الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder : هو حالة نفسية ذهانية تحتوي على صفات الفصام Schizophrenia وصفات الإضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Disorder معاً . فهو مرحلة بين المرحلتين كما يصفها الكثير من الأطباء النفسيين ؛ وفي الحقيقة فإن هذا المصطلح من الناحية التعريفية غير دقيق حيث من المفترض أن يسمى اضطراب الفصام المزاجي schizo-mood disorder , لأن الخلل يكون في الصفات المزاجية Mood وليست الوجدانية Affect , وحتى في المصطلح الطبي فإني كثير من العلماء يقول المفروض أن يسمى schizo-mood disorder بمعنى الفصام المزاجي بدلا عن schizo-affective disorder بمعنى الفصام الوجداني , ولكن تم التعارف على مصلح schizo-affective disorder لسهولة اللفظ ولأن له عذوبة لفظية كما ذكر ذلك العلماء المتخصصين في تصنيف الأمراض النفسية .
كيف يتم التشخيص ؟
لكي نشخص هذا الاضطراب حسب ما ورد في الدليل الإحصائي التشخيصي الرابع للرابطة الأمريكية , فلا بد من وجود هذه المعايير :
1 – فترة غير منقطعة من الاضطراب النفسي الذي يحتوي على المعايير التشخيصية للفصام ( ومن أهمها وجود الضلالات والهلاوس ) , وتحتوي هذه الفترة أيضا على المعايير التشخيصية لنوبة الإكتئاب أو نوبة الهوس أو كلا النوبتين معاً .
2 – خلال هذا الفترة لابد من وجود اسبوعين على الأقل يحتويان على الأعراض الفصامية دون وجود الأعراض الوجدانية ( الاكتئاب أو الهوس ) .
3 – يشكّل وجود الأعراض الوجدانية حيزاً كبيراً من الفترة المرضية , وليس فقط نوبة عابرة , وقد حددها بعض العالماء بحوالي 80% من مجمل الفترة المرضية .
4 – لا تكون هذه الأعراض ناتجة بشكل مباشر عن استعمال المواد المحظورة أو الأدوية , وكذلك لا تكون هذه الأعراض نتيجة لبعض الأمراض العضوية .
ماهي أنواع الفصام الوجداني ؟
النوع الأول هو
الفصام الوجدني ثنائي القطب schizoaffective disorder Bipolar Type
ويشترط فيه وجود نوب هوس أو نوبة مختلطة من الهوس والإكتئاب .
النوع الثاني هو
الفصام الوجداني الإكتئابي schizoaffective disorder Depressive Type
ويشترط فيه وجود نوبة إكتئاب فقط دون وجود نوبة هوس .
ماهي نسبة انتشار هذا الإضطراب ؟
يتراوح ذلك بين 0.5 % الى 0.8% , ونسبته في النساء أكثر من الرجال .
ما هي أسبابه ؟
لا يوجد الى حد الآن سبب طبي يمكن من خلاله تحديد السبب بشكل قطعي , فقد اعتبره بعض العلماء نوع من الفصام وبعضهم يعتبره نوع من الإضطراب الوجداني ثنائي القطب , ويعتبره بعضهم نوع من الأمراض الذهانية مستقل بذاته .
ماهو مآل هذا الإضطراب في المستقبل – بإذن الله تعالى – ؟
يعتقد كثير من العلماء أن هذا المرض أفضل من الفصام لكنه أسوء من الإضطراب الوجداني ثنائي القطب .
وهناك عوامل قد تجعل مآل هذا المرض سيئاً , منها استخدام المواد المحظورة , وعدم الإتنظام على العلاج الدوائي النفسي بشكل صحيح .
وقد ذكرت بعض الدراسات أن نسبة الإنتحار قد تصل الى حد 10 % فيمن اصيبوا بهذا المرض .وأن نسبة الذين يتعاطون المواد المحظورة قد تصل الى 50% , وقد تصل نسبة الذين يهملونهم ذويهم ويتركونهم بدون مأوى الى 12% .
كيف يتم علاج هذا الإضطراب ؟
في البداية لابد من علاج الجسم من المواد المحظورة وكذلك عمل فحص لإستبعاد أي مرض عضوي قد يكون سبباً في ظهور هذا الأعراض مثل عمل أشعة مقطعية وتخييط المخ لأن بعض أورام الدماغ أو حالات الصرع قد تكون مشابهة لهذا المرض من الناحية الإكلينيكية ( السريرية) .
بالنسبة للأدوية النفسية فالأفضل أن يستخدم المريض مضادات الذهان من الجيل الثاني , وأفضل الأدوية في هذا المجال هو الليبونيكسliponex ( كلوزابين Clozapine) خاصة في حالة وجود أفكار انتحارية .
ويمكن استخدام مثبتات المزاج أو مجموعة البيزودازبين حسب حالة المريض .
وكذلك استخدام مضادات الإكتئاب إذا لزم الأمر
وقد ذكرت بعض الدراسات أن استعمال جلسات الكهرباء – ECT – مفيدة جداً في مثل هذه الحالات .
وهذه الخلطة من الأدوية تحتاج الى الكثير من المهارة الطبية والخبرة السريرية بحيث يتمكن الطبيب من قياس مدى الفائدة أو الخطورة كل حالة على حدة .
وقد ذكرت الدراسات أهمية االعلاج النفسي السلوكي والتدعيمي في هذه الحالات , وتعليم المريض والأهل كيفية التعامل من المرض والظروف الحياتية المحيطة .