16 - March - 2013
جهاز يحدث ثورة في زراعة الأعضاء
ديلي تلغراف
في سابقة عالمية يمكن أن تحدث ثورة في زراعة الأعضاء، نجح باحثون بريطانيون في ابتكار جهاز يبقي الأكباد البشرية المتبرع بها حية خارج الجسم لفترة طويلة، قبل زرعتها في أجسام المرضى.
وعلاوة على محافظة الجهاز الجديد الذي طوره الباحثون في جامعة أكسفورد ببريطانيا، على الأعضاء، فإنه يساعد الأنسجة المتضررة على إصلاح نفسها، ما يتيح للجراحين مزيداً من الوقت لإجراء عملية الزرع.
ويعمل الجهاز الجديد على تدفئة الأعضاء المراد زراعتها حتى تصل إلى درجة حرارة الجسم، ويدير مكونات الدم والأكسجين والمواد الغذائية عبر الأعضاء، ما يتيح لها أداء وظيفتها، كما لو أنها لا زالت موجودة في داخل الجسم البشري.
وتظهر التجارب الإكلينيكية أنه يمكن إبقاء الأعضاء المتبرع بها خارج الجسم لمدة 72 ساعة أو أكثر، بدلاً من 12 ساعة، وهي مدة التخزين الحالية التي تبقى فيها هذه الأعضاء حية بعد تبريدها إلى درجة 4 مئوية، رغم أن هذه العملية لا تحول دون تدهور حالتها.
بريطانيا تجري أول زراعة كبد بعد حفظه "حيا" خارج الجسد
"كان من المذهل أن يستعيد الكبد البارد رمادي اللون نضارته بمجرد توصيله بالجهاز"
نجح فريق بريطاني في القيام بعملية زرع كبد باستخدام تقنية رائدة في مجال الطب مكنتهم من الحفاظ على الكبد "حيا" ودافئا ويؤدي وظيفته خارج الجسد في آلة جرى تطويرها حديثا قبل أن تتم زراعته بنجاح في جسدي مريضين.
وقال الفريق الذي يعمل في مستشفى "كينجز كولدج" في لندن إن هذا الجهاز الذي اخترع في جامعة أكسفورد البريطانية قد يساهم في مضاعفة عدد الأكباد المتاحة للزرع في غضون سنوات قليلة.
واضاف الفريق في مؤتمر صحفي أن تلك العملية أجريت حتى الآن على مريضين على قائمة الانتظار لزراعة الكبد في بريطانيا وكلاهما يتعافى بشكل جيد.
وقال قنسطنطين كوسيوس أستاذ هندسة الطب الحيوي بجامعة اوكسفورد وأحد المشاركين في اختراع الآلة "كان من المذهل أن نرى كبدا في البداية باردا ورمادي اللون وقد استعاد نضارته بمجرد توصيله بالجهاز ويعمل كما يعمل في الجسد."
واضاف "الأكثر إثارة للذهول هو رؤية نفس الكبد مزروعا في جسد مريض يسير على قدميه حاليا."
طفرة علمية
وحاليا تحفظ الكبد المقرر زراعتها "في الثلج" في عملية تهدف لتبريدها لإبطاء عملية الأيض ولا تبقيها في حالة عمل كما لو كانت داخل الجسم إلا أن هذه العملية قد تفسد العضو البشري.
لكن الجهاز الجديد يمكنه أن يبقي الكبد يعمل بصورة طبيعة كما لو كان داخل الجسد لمدة 24 ساعة او أكثر.
و قال بيتر فريند مدير مركز أوكسفورد لزراعة الأعضاء إن الجهاز الجديد قد يؤدي أيضا إلى إمكانية حفظ الكبد الذي قد يتم التخلي عنه باعتباره غير ملائم للزرع ويتيج الاستفادة به وهو ما قد يضاعف عدد الأعضاء المتوفرة للزرع.
يذكر أن نحو 30 ألف شخص على قائمة الانتظار لاجراء عملية زراعة الكبد في أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية فقط.
وبحسب الفريق البريطاني فإنه من المتوقع أن يقضي ربع هذا العدد قبل اجراء العملية.