حقيقة وجود هرمون أو مادة تسبب السعادة للإنسان تشغل بال كثيرين، ومن خلال أبحاث علمية حديثة أجريت في المركز القومي للبحوث في مصر، يوضح أستاذ التغذية الدكتور فوزي الشوبكي أن ما يسمى «هرمون السعادة» هي تسمية مجازية، فلا يوجد هرمون السعادة، إنما ما يحدث هو نوع من شعور الإنسان بالهدوء والسكينة والبعد عن الضغوط النفسية والعصبية ويكون في حالة مزاجية عالية بعد تناول أطعمة بعينها.
* الشعور بالراحة
* يوضح الشوبكي أن هناك 3 مواد أساسية مسؤولة عن الشعور بالراحة والسعادة؛ أولها «الميلاتونين» وهي مادة يفرزها الجسم بصورة طبيعية من الغدة الصنوبرية، وتفرز بوفرة في فترة الطفولة، ولكن مع بداية البلوغ يقل إفرازها تدريجيا وتستمر في التناقص كلما تقدم العمر. وربما تكون سعادة الأطفال مرتبطة ولو جزئيا بوجود هذا الهرمون، ويسمى هذا الهرمون هرمون السعادة لتأثيره المهدئ للجهاز العصبي وتنظيم تفاعلات الجسم.
المادة الثانية هي «السيروتونين»، وهو ناقل عصبي مشتق من التربتوفان، يوجد في الجهاز الهضمي وفى الجهاز العصبي المركزي، وهو معروف أيضا بـ«هرمون السعادة» على الرغم من عدم كونه هرمونا؛ إنما لديه وظائف مختلفة تشمل تحسين المزاج، والشهية، والنوم، وأيضا بعض الوظائف المعرفية. ويبين الشوبكي أنه يسمى «هرمون السعادة» لأنه المسؤول عن حالتنا النفسية ودوره كبير في تحسين المزاج، وهذا الهرمون له دور فعال في شهيتنا للطعام (أي بالزيادة أو النقصان) وحرارة الجسد، ومدى تحمل الجسم للألم، والاكتئاب، وداء الشقيقة أو الصداع النصفي.
أما المكون الأخير المسؤول عن الشعور بالسعادة فهو «الإندورفين»، ويعد أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعيا من جسم الإنسان، فهو يخفف الشعور بالألم ويقلل الإجهاد، ويقوم بتعزيز الجهاز المناعي، كما أن من تأثيرات إفراز «الإندورفين» تحسن المزاج لدى الشخص والشعور بالسعادة.
* الطعام والسعادة
* ويؤكد أستاذ التغذية أن هناك علاقة مباشرة بين نوعية الطعام والشعور بالسعادة، فنلاحظ وجود ارتباط وثيق بين الأعياد والاحتفالات والطعام، فمثلا في الأعياد نحتفل بتناول الحلوى، وفي عيد الأضحى يحتفل المسلمون بأكل الأضاحي، وهذا ما يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين الطعام والشعور بالسعادة.
ويشير الشوبكي إلى أن هناك نوعين من السعادة؛ الأولى مؤقتة التأثير وهي السعادة التي يشعر بها الشخص بشكل مؤقت فور انتهائه من بعض الأطعمة التي تزيد السكر في الدم مثل الشوكولاته بأنواعها، بالإضافة إلى جميع أنواع الحلوى. والسعادة الثانية دائمة التأثير وهي السعادة الدائمة التي يشعر بها الإنسان بشكل دائم بسبب تأثره بتناول بعض المأكولات التي لا تشعره بالإرهاق وتزيد من قوته مثل المكسرات بأنواعها المختلفة خاصة اللوز وتناول الأسماك والتونة.