الصين تعلن انتهاء مناورات عسكرية تحاكي "ضرب طوق" حول تايوان بـ"نجاح"

نشرت في: 10/04/2023

نص:فرانس24تابِع

أنهت الصين الإثنين مناوراتها العسكرية المستمرة منذ نحو ثلاثة أيام بـ"نجاح". ووفق الجيش الصيني فإن هذه المناورات تحاكي "ضرب طوق" حول تايوان. من جانبها عبرت روسيا عن دعمها لهذا التحرك واعتبرت أن "الصين تملك حقا سياديا في التحرك ردا على التصرفات الاستفزازية (الأمريكية) ولا سيما عبر إجراء مناورات".

أعلنت بكين الإثنين أنها "أنجزت بنجاح" مناوراتها العسكرية في مضيق تايوان والتي استمرت ثلاثة أيام وهدفت إلى محاكاة "ضرب طوق" حول الجزيرة التي تعتبرها الصين واحدا من أقاليمها.
وتضمن منشور لقيادة الجيش الصيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "من الثامن من نيسان/أبريل إلى العاشر منه أنجزت القيادة الشرقية بنجاح مهام مختلفة في إطار دوريات الجهوزية على الحرب في محيط تايوان وفي إطار مناورات السيف المشترك".
وتابعت القيادة أنها "اختبرت بشكل كامل قدرات القتال المشتركة المتكاملة لفروع عسكرية متعددة في ظروف قتال فعلية".


وفيما أثارت التدريبات تنديدا من الولايات المتحدة التي دعت إلى "ضبط النفس" مع نشرها في الوقت نفسه مدمّرة في المياه التي تطالب بكين بالسيادة عليها، حصلت التدريبات التي شاركت فيها حوالى عشر سفن حربية وسبعين طائرة، على دعم سياسي ضمني من روسيا.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين الإثنين إن "الصين تملك حقا سياديا في التحرك ردا على التصرفات الاستفزازية (الأمريكية) ولا سيما عبر إجراء مناورات".
وفور انتهاء المناورات، اتهمت وزارة الخارجية التايوانية الصين بتقويض "السلام والاستقرار" في المنطقة.
وأعلنت تايبيه أنها رصدت 12 سفينة و91 طائرة صينية في محيط الجزيرة الإثنين الساعة 18,00 (10,00 ت غ)، وأكدت وزارة الدفاع أن "الجيش لن يتهاون أبدا في جهوده الرامية لتعزيز جهوزيته للمعركة".
والمناورات الصينية التي بدأت السبت أتت احتجاجا على لقاء جمع الأربعاء في كاليفورنيا رئيسة تايوان تساي إنغ-وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي.
فرض "حصار جوي"
وأفاد الجيش الصيني أن هدف المناورات هو محاكاة "تطويق كامل" للجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، ولا سيما من خلال فرض "حصار جوي" وفق ما ذكر تلفزيون "سي سي تي في" الحكومي الصيني.
وحذر وانغ وينبين الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية خلال إحاطة إعلامية الإثنين بأن "استقلال تايوان والسلام في مضيق تايوان نقيضان" مضيفا "إذا أردنا حماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان علينا أن نعارض بحزم أي شكل من أشكال الانفصال المؤدي إلى استقلال تايوان".
وأوضحت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني أن حاملة الطائرات "شاندونغ"، "شاركت في مناورات اليوم" الإثنين. وتملك الصين حاملتي طائرات فقط.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قامت طائرات مطاردة وسفن حربية بمحاكاة عمليات قصف محددة الأهداف في الجزيرة.
صواريخ "جاهزة للاستخدام"
بدورها سعت الولايات المتحدة التي طلبت من بكين "ضبط النفس"، إلى عرض قوة أيضا. ونفذت المدمرة الأمريكية "ميليوس" الإثنين عملية تندرج في إطار "حرية الملاحة" في منطقة من بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين.
ونددت الصين على الفور بهذا "التوغل".
وقالت اليابان إنها أمرت بتحليق طائرات مطاردة في الأيام الأخيرة ردا على إقلاع طائرات من حاملة الطائرات الصينية شاندونغ والعودة إليها عليها.
وفي مقطع مصور نشر على حساب "وي تشات" التابع لقيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني، يقول طيار صيني إنه "وصل قرب الجزء الشمالي من جزيرة تايوان" مع صواريخ "جاهزة للاستخدام".
وأثار ذلك قلق السكان.
وقال لين كي كيانغ (60 عاما) المقيم في جزيرة بيغان في أرخبيل ماتسو التابع لتايوان والذي يمكن رؤيته من الساحل الصيني، لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن الناس العاديين نريد فقط حياة بسيطة ومستقرة".
وأضاف الرجل الذي يعمل طاهيا "إذا اندلعت حرب، الآن بعدما أصبحت صواريخهم متطورة جدا، لن تكون لدينا فرصة للمقاومة. سنُسحَق".
ونددت الرئيسة تساي إنغ وين السبت بـ"التوسع الاستبدادي" للصين، مؤكدة أن تايوان "ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول الأخرى (...) لدعم قيم الحرية والديمقراطية".
"تحذير جدّي"
وتجدر الإشارة إلى أن الصين تنظر باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي توفر للجزيرة دعما عسكريا كبيرا رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وتايبيه.
وتعتبر بكين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة ولو بالقوة إن لزم الأمر.
وقال المتحدث باسم الجيش الصيني شي يي إن المناورات "تحذير جدّي إزاء التواطؤ بين القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان والقوى الخارجية وإزاء أنشطتها الاستفزازية أيضا".
ويعود آخر انتشار كبير حول الجزيرة إلى آب/أغسطس حين قامت الصين بمناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان أطلقت خلالها صواريخ، وذلك ردا على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينها الديمقراطية نانسي بيلوسي للجزيرة.


فرانس24/ أ ف ب