جامع الصالح طلائع.. حكاية رأس الحسين وأول صلاة جمعة بعد 100 سنة

الإثنين 2023/4/10


جامع الصالح طلائع في مصر

"بلد الألف مئذنة"، عبارة تصف تنوع العمارة الإسلامية في القاهرة، لكن الواقع الآن في العاصمة المصرية يشير إلى عدد أكبر بكثير.
وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية في يونيو/حزيران 2020 ارتفاع عدد المساجد الرسمية في القاهرة إلى 2475 مسجدًا، و2485 زاوية "مسجدا صغيرا".


ومن الحسين والأزهر الشريف إلى ابن طولون والصالح طلائع، تشتهر القاهرة بمساجدها التاريخية التي تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 20 هجرية.


جامع الصالح طلائع
يقع في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وهو آخر مساجد الدولة الفاطمية، وبُني عام 1160، قبل 11 عامًا من سقوط الدولة الفاطمية في أيدي القائد صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية.
أمر بإنشائه الصالح طلائع بن رزيك، وزير الخليفة الفاطمي الفائز والخليفة العاضد من بعده، وكان غرضه من بنائه أن يدفن فيه رأس الإمام الحسين، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابن الإمام علي بن أبي طالب.
وعارض الخليفة الفائز دفن رأس الحسين في هذا المسجد، بعد أن أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الحسين جد الفاطميين يجب أن يدفن في قصر، لذا أعد له مشهدا داخل باب الديلم وهو المشهد القائم حتى هذه اللحظة.
واكتمل بناء المسجد كما خطط له عام 555 هجرية، ومع ذلك لم تقام فيه صلاة الجمعة إلا بعد 100 عام، وأقيمت لأول مرة في عهد السلطان المملوكي عز الدين أيبك عام 1257 الذي حوله إلى مسجد وجامع.


تخطيط الجامع
جامع الصالح طلائع من أكبر المساجد التاريخية في القاهرة، تبلغ مساحته الكلية 1522 متراً مربعًا، ويعرف بـ"الجامع المعلق"، لأنه عند بنائه كان يرتفع بمقدار 4 أمتار عن مستوى سطح الأرض.
ومساحة الجامع مستطيلة، ويتوسطه صحن مكشوف مساحته 454 مترًا مربعًا، وله صهريح أرضي، و4 أروقة، ومنها رواق القبلة الذي يتألف من 3 بائكات، والثلاثة الأخرى يتكون كل منها من بائكة واحدة.
وللجامع 4 واجهات رئيسية، كلها مبنية بالحجر، وأهمها الواجهة الغربية، وبها الباب الرئيسي، وأمامه رواق مقام على 4 أعمدة رخامية، تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفي.


جامع بلا مئذنة
وكان جامع الصالح طلائع أول مساجد القاهرة الذي يخصص له باب خشبي، وكان مصفحًا بالنحاس ومزين بزخارف ونقوش إسلامية، ويوجد هذا الباب الآن في متحف الفن الإسلامي وسط القاهرة.
وللجامع محراب بسيط ومنبر، أما مئذنته القديمة فكانت تعلو باب الواجهة الغربية، لكنها هدمت في وقت غير معلوم على وجه التحديد، وجرى بناء مئذنة أخرى عام 1926، لكنها أزيلت وبقي الجامع بلا مئذنة.
جدد جامع الصالح طلائع الأمير بكتمر الجوكندار في زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1299، وخضع لعملية ترميم عام 1302 عندما ضرب مصر زلزال كبير تسبب في تصدع الجامع وانهياره جزئيًا.