يا ساكِناً أرْضَ الْغريَّ مَحبةً

حُزنِي عَلى مَنْ ما أتَمَّ صِياما
فِي الْعيد قدْ ترَكَ الْعيالَ يَتامى
نزفَ الْفؤادُ بيوم جرْحِكَ سَيِّدي
وَسطَ الْحشاشَةِ قدْ نَبتْنَ سِهاما
وَأحِسُّ أوْصالي ارْتَجَفْنَ مَهابَةً
وَتحَيَّرَ الْفكرُ افتَقدْتُ كلاما
طلَّقْتَ دُنياهُمْ وَنلْتَ شَهادةً
والزّادُ تقوى لا تريدُ حُطاما
اِحْدى مَصائِب زيْنب الْكبرى ابْتدَت
لَمْ تَنْسَها تتذكَّرُ الأيّاما
أشقى الْورى نكَرَ الجميل وَناسِيا
لّما أذقتَ الْعامِري حِماما
كَمْ كانَ قلْبَكَ يابْنَ مُلْجم قاسِيا
فحَرَمْتنا موْسوعَة وَنِظاما
هُوَ كُلُّهُ الأيمانُ فيهِ مُجَسَّدٌ
وَاغتِيلَ غدْراً مُؤلِماً اِِيلاما
رَمْزُ الْعدالَةِ حانَ وقتُ صَلاتِهِ
وَأبى الرَّدى فِي غيْرها اِقداما
فتهَدَّمَتْ والله أركانُ الْهُدى
مُلِىءَ الزَّمانُ مآسِيا وَأثاما
وَيَقولُ فزتُ وَرَبّ تلكَ الكعبة
مَنْ ودَّهُ الْباري وَهامَ هياما
فِي جوفِها كَتبَ الْخبير ولادَةً
بَقِيتْ عَلى غير الْوَصِي حَراما
نبأٌ عَظيمٌ وَحْدَهُ وَيُلَقّبُ
قبلَ الْخليقةِ والأميرُ اِماما
مَنْ ذا الَّذي أعْطى الْيَتيمَ فطورَهُ
وَهَبَ الأسيرَ شرابَهُ وَطَعاما
خمْصُ البطون بمائِهمْ قدْ أفطروا
وَوَفوْا بنذرٍ قرْبَةً وَكِراما
مَنْ لا فتى الاّهُ ذاكَ عَليُّنا
لا سيفَ الاّ ذو الْفِقار حُساما
فهوَ الّذي لولاهُ ما قد كَبَّروا
وَبحَدِّهِ للدين طهَ أقاما
لولاهُ لولا عَمّهُ وَخديجَة
ما أسَّسَ التّوحيدَ والاسْلاما
يا شاهِداً يتلوهُ جاءَ بوَحْيه
يكفيكَ فخراً بلْ يظلُّ وساما
باهى الْمَلائكَةَ الْكرامَ اِلهُنا
لمّا قريرَ الْعين بتَّ مَناما
يا صاحِبَ النصرِ الْمؤزرِ دائِما
كرارُ يا مَنْ أسْقِط الأقزاما
فِي بدرها وَحنينِها وَبخيبرٍ
وَبفتح مَكَّةَ قدْتَها وَهُماما
يا قائِدَ الْغرِّ الألى قدْ حُجِّلوا
جَفَوا الْمَضاجعَ رُكعاً وَقِياما
يا ساكِناً أرْضَ الْغريَّ مَحبةً
أهديكَ ألفَ تَحيَّةٍ وَسَلاما
يا كفءَ فاطِمَة الْبتول وَبَعلَها
عُظِّمْتَ أجْرا مَنزلا وَسَلاما
يا شافِيا مِنْ كلِّ داءٍ مُسْقمٍ
بشَفاعَةٍ فبها يُزالُ سقاما
وََقسيمَ جنّاتٍ ونار جَهنَّم
وَبأذنِ مَنْ أحيا الْرَّميمَ عِظاما
يا ساقِيا مِنْ ماءِ حوْضِ الْكَوْثرِ
فبشرْبَةٍ فلْتنْسِنِيهِ أواما