"الهروب النفسي" للمراهقات: أسبابه وعلاماته وطرق علاجه

أمهات كثيرات، يشعرن بالحيرة والقلق حيال بناتهن المراهقات، اللاتي يفضلن الجلوس وحدهن بالغرفة، منعزلات -لساعات طويلة- وكأنهن يهربن من الأهل، رافضات الاختلاط بهن والتحدث معهم.. ويعتبر علماء الطب النفسي هذه الحالة نوعاً من الهروب النفسي! عن الأسباب والعلامات وطرق العلاج يدور التقرير التالي. واللقاء وأستاذة طب النفس الاجتماعي الدكتورة منال عبد العزيز الباحثة للشرح والتوضيح.
علامات الهروب والانسحاب

  • الهروب النفسي يتمثل في بقاء الفتاة بغرفتها لساعات طويلة؛ بأن تجعل لنفسها عالماً مستقلاً بعيداً عن عيون الأهل؛ من خلال اتصالاتها الهاتفية ومحادثاتها عبر الإنترنت.. أو قراءة كتاب جميل.
  • تقوم برفض قرارات الأهل وآرائهم.. لتجد الحجة القوية للانسحاب من المكان والانفراد بغرفتها.
  • انعزالها بسبب انقيادها لرغباتها وعدم التقيد بالمبادئ والعادات والتقاليد المتبعة وسط أسرتها وربما مجتمعها.
  • تقوقعها داخل ذاتها وأفكارها ومحادثاتها مع صديقاتها، وقد يكون هروباً مادياً - ليس نفسياً- بترك البيت فعلياً بحجة الجلوس مع بنات الخالة أو العم، أو التنزه مع الصديقات بالمولات.

أسباب عزلة وهروب المراهقة

غياب متابعة الأهل والتوجيه سبب لانعزال الفتاة

  • كثرة رفض الأهل لمتطلبات الفتاة.. مادية كانت أو رغبة في زيارة الصديقات أو مجرد الخروج في نزهة عائلية.
  • تأثير رفيقات السوء ووسائل الإعلام، مع قلة فترات التجمع العائلي وانعدام الحوار الأسري.
  • عدم إشباع الحاجات النفسية للفتاة من الحب والحنان والتقدير وحتى التوجيه.. وهي في بداية مراهقتها وإحساسها بنفسها كأنثى.
  • غياب المتابعة والتوجيه الذكي من الوالدين، مع ضعف الوازع الديني بقلب الفتاة، وترك الحرية غير المنضبطة للفتاة.
  • التدليل الزائد، وإعطاء الثقة للمراهقة بلا ضوابط.. ما يجعلها تفعل ما تريد ويتناسب معها فقط.. دون اعتبار للأهل والمحيطين.
  • أحياناً كثيرة يكون التفكك الأسري وانشغال الوالدين بمشاكلهما، أو بالعمل أو الارتباطات الاجتماعية سبباً في عزلة الفتاة.
  • ومرات كثيرة يكون الهروب بسبب غياب الدور الرقابي للمدرسة.. وانعدام العلاقة السوية بين الطالبة والمعلمين بالمدرسة.
  • الضغط على الفتاة بما لا تريده؛ مثل دراسة لا تميل إليها، فرض خطيب لا يناسبها، أو إجبارها على ترك دراستها لسبب ما.
  • 80 بالمائة من أسباب هروب الفتاة وعزلتها نفسياً، ترجع لتلك التغيرات الجسمية والفسيولوجية التي تصاحب بداية مراهقتها، وتظهر على الفتاة، وعدم معرفتها كيف تتعامل معها.
  • وفي أحيان كثيرة نجد ان بعض المراهقات يصعب عليهن إتقان بعض المهارات الاجتماعية الضرورية، ما يتسبب في القيام بتصرفات غريبة أمام الآخرين.
  • ربما كانت المراهقة تفتقر للقدرة على حل النزاعات مع أقرانها، ولديها بعض المشاكل في إدارة الغضب.. فتفضل الابتعاد عن أقرانها مفضلة الهروب بمنزلها.
  • وأحياناً يكون الخجل الزائد، أو عدم الشعور بالارتياح الداخلي هو السبب، ما يجعلها تعاني من ضعف في التوافق النفسي والاجتماعي مع الآخرين.

طرق لعلاج المشكلة
  • أشعري ابنتك المراهقة بالمحبة والرحمة والحنان والقبول والاطمئنان والأمن.
  • دربيها على إثبات ذاتها والتعبير عن مشاعرها.
  • نمي الثقة في نفسها، وروح المغامرة والتحدي من خلال الإنجاز والكفاءة في النجاح الدراسي والاشتراك في المسابقات الرياضية والثقافية والأدبية. اعملي على تغيير النظرة السلبية عن ذاتها، وحوليها إلى نظرة إيجابية من خلال البحث معاً عن مواطن القوة في شخصيتها وتعزيزها جيداً.
  • قومي بتدريبها على رفض طلبات الآخرين، وقول "لا" عندما تتعارض مع رغباتها وأفكارها.. وأقنعيها أن كلمة"لا" من حقها.
  • علّمي فتاتك المهارات الاجتماعية وطرق تكوين الصداقات، من خلال لعب الأدوار وتمثيل الشخصيات المرحة والمنبسطة القادرة على التفاعل مع الأفراد والجماعات.
  • ادفعيها للمشاركة في المواقف الاجتماعية، من خلال مواقف الحياة المختلفة؛ كالمناسبات واللقاءات العامة.
  • قومي معها بإزالة الحساسية الزائدة وجلد الذات، والانشغال بالهموم والمشكلات.
  • استخدمي الثناء والتشجيع في التصرفات الإيجابية، وتجنبي استخدام الإهانة والتوبيخ والنقد واللوم.
  • اصطحبيها معك إلى مجالس الكبار، وحضور الجلسات والمناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية.. بقدر المستطاع.
  • اعملي معها على الانتماء لجماعة الأصدقاء والأقران، من خلال دعوتهم لمشاركتها في الأمسيات والمناسبات.

إرشادات تساعد الأم

كوني صديقة لابنتك وشاركيها عالمها

  • لأي سبب كانت الوحدة والعزلة والهروب.. احرصي على عدم ترك ابنتك بمفردها لفترات طويلة.. ولا تجبريها على شيء ليس من حقك فرضه عليها، أو مجرد الاستعانة بسلطة الأب أو الأخ.
  • كوني صديقة لابنتك، حتى تصلي معها إلى مرحلة الثقة وفتح القلب.. وحاولي التعرف على صديقاتها، وساهمي في توجيههن، وابعدي عنها صديقة السوء.
  • اعتدلي في معاملتها، فلا تليني كل اللين ولا تشدي عليها، مع مراقبتها ومتابعتها بطرق غير مباشرة.
  • أشبعي حاجتها من الحب والحنان.. امدحيها واظهري إعجابك بما تتمتع به من صفات جمالية ونفسية؛ بدلاً من أن تسمعها لأول مرة من غريب.
  • ادخلي معها عالمها الجديد الجميل، وتسوقي معها الملابس الشبابية المزركشة فتضفي على حياتها حيوية، وعلى وقتها انشغالاً جديداً.
  • اهمسي في أذنها بما سيأتي، واعدّيها نفسياً وذهنياً لاستقبال التغيرات النفسية والهرمونية التي تتبع تفتح علامات المراهقة على جسدها.
  • لا تبخلي على فتاتك الجميلة بالملاحظة، وأعطيها من وقتك لتتحاورا، قصي عليها قصة من وقع تجربتك الحياتية وضعي بداخلها الموعظة الهادفة.. ولتكن جلساتكما مشوقة.
  • تواصلي مع المدرسة والمعلمات وفعّلي دورهم في حياة ابنتك.. واعملي على تقوية الضمير والوازع الديني بداخل قلبها