النحل يوفر عينات من الكائنات الحية الدقيقة من المناطق التي يتغذى فيها أثناء جمع حبوب اللقاح والرحيق (شترستوك)
وجد الباحثون أن نحل العسل يمكنه جمع عينات من الكائنات الحية الدقيقة في جميع أنحاء المدن، ويمكن الاستعانة به لاكتساب نظرة ثاقبة للميكروبيوم في المناطق الحضرية، ويمكن أن يوفر لقطات مقربة للمشهد الميكروبي، كما يمكن استخدامه لتقييم التنوع الميكروبي وصحة المدن.
وتقدم الدراسة المنشورة في دورية "إنفيرومنتال ميكروبيوم" (Environmental Microbiome) في 30 مارس/أيار الماضي، "لقطة" للبيئة المحيطة بخلايا نحل العسل في محيط المدينة، ووجدت الدراسة أن بيئة نحل العسل في المدن أكثر تنوعا من بيئة نحل العسل في الريف.
توقيعات جينية فريدة للميكروبات البيئية
تستضيف المدن مجموعة واسعة من الأنواع الحية، وفهم هذا المشهد المتنوع مهم للتخطيط الحضري وصحة الإنسان. ومع ذلك، فإن أخذ عينات من المشهد الجرثومي بطريقة تغطي مناطق واسعة من المدينة يكون عادة مجهدا، ويمكن أن يكون مكلفا للغاية وكثيف العمالة.
المدن توفر مجموعة متنوعة من المنافذ البيئية ومصادر الغذاء للملقحات مثل نحل العسل (شترستوك)
وبحسب تقرير نشر على موقع "فيز دوت أورغ" (phys.org) قامت إليزابيث هناف وزملاؤها بالتحقيق في إمكانات نحل العسل (Apis mellifera) للمساعدة في جمع عينات من الكائنات الحية الدقيقة في جميع أنحاء المدن، حيث من المعروف أن نحل العسل يتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات والأشجار ضمن مسافة تبعد حوالي 1.6 كيلومتر (ميل واحد) عن خلاياه.
أخذ الباحثون عينات من مواد مختلفة من 3 خلايا نحل في نيويورك كجزء من دراسة تجريبية، ووجدوا معلومات وراثية متنوعة، بما في ذلك بيانات عن البكتيريا البيئية، لأن النحل يوفر عينات من الكائنات الحية الدقيقة من المناطق التي يتغذى فيها أثناء جمع حبوب اللقاح والرحيق.
ووجد الباحثون أن تحليل الحطام الذي تم جمعه من خلايا النحل في 5 مدن (نيويورك، سيدني، ملبورن، البندقية، طوكيو) حمل توقيعات جينية فريدة للميكروبات البيئية في كل مدينة، مما يشير إلى اختلاف الميكروبات في المدن.
على سبيل المثال، كانت لدى البندقية فطريات تعفن الخشب، وكان لدى ملبورن الحمض النووي لنبات الكافور، وكان لدى طوكيو الحمض النووي لنبات اللوتس ونوع من الخميرة. واحتوى أيضا على ميكروبات مرتبطة بصحة خلايا نحل العسل ومسببات الأمراض، ويشير اكتشاف مسببات أمراض النحل إلى وجود مشكلات صحية في الخلية.
يحتوي حطام الخلية أيضا على كائنات دقيقة مرتبطة بالنحل، ومن المحتمل أن تكون قادمة من أجزاء نحل العسل الموجودة في الحطام. واستنادا إلى 33 عينة من خلايا النحل عبر المدن الأربع، وجد المؤلفون كائنات دقيقة معروفة للنحل، يشير وجودها إلى خلية صحية، وفي بعض خلايا النحل تم اكتشاف مسببات أمراض النحل، ويقترح المؤلفون أنه يمكن استخدام هذه النتائج لتقييم الصحة العامة للنحل.
نحل العسل يمكنه جمع عينات من الكائنات الحية الدقيقة في جميع أنحاء المدن (شترستوك)
نهج مبتكر
وجدت الدراسة أن نحل العسل في المدن كان لديه تنوع أكبر في مصادر حبوب اللقاح من تلك الموجودة في الريف، وأن نحل العسل يتغذى على أكثر من 60 شجرة ونباتا مختلفا في المدينة.
ويمكن أن يوفر هذا النهج طريقة أسهل وأسرع وأكثر شمولا لتحليل البيئة الميكروبية الحضرية من طرق أخذ العينات المباشرة كثيفة العمالة. وإذا تم التحقق من صحتها وتحسينها، يمكن أن تعزز التخطيط الحضري، وإدارة التلوث/الملوثات، وصحة الخلية، وحتى جهود الصحة العامة.
وتشير النتائج إلى إمكانات استخدام هذه التقنية كوسيلة للمراقبة، ولكنها في الوقت الحالي أولية للغاية فما زالت هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان هذا النهج يمكن أن يراقب بشكل فعال الأمراض البشرية أو التلوث البيئي.