مُرْ بي على حَومةِ السُّمّارِ من مُضَرِ
حتى يحَدّثَنا التاريخُ بالأثرِ

فكم وقفتُ على الأطلالِ أسألها
عن (دارِ ميّةَ) بين الدمعِ والسَّهَرِ

يا دارَ أهليَ من قيسٍ ومن أَسَدٍ
لا مَسَّ ذِكرَكِ (يومَ الروعِ ) من خَطَرِ

هَلّا ذكرتَ لنا ما قالَ عنتَرَةٌ
لما تقَحَّمَ بين البيضِ والسُّمُرِ

وقد تغزّلَ في الميدانِ مُرتَجلاً
في ثغرِ عبلة رَسمَ السَّيفِ للصورِ

فيها (بسَقْطِ اللِّوى) مازالَ مُرْتَسماً
فيهِ القوافيَ لا تَذوي كَمُشتَجَرِ

واسألْ ديارَ بني غطفان هل دُرسَتْ
آثارُها بهطولِ الحَتْفِ كالمَطرِ

مرْ بي على يَثربٍ واسألْ ثنيتَها
عن ساكنيها وما قالوا عنِ القَمَرِ

هل تذكرُ الأَمسَ حيثُ الوَحيُ شَرَّفَها
بالمُعجزاتِ وبالآياتِ والسِّوَرِ

وهلْ لَقيتَ (غضيضَ الطَّرْفِ) معتذراً
كَعباً وهلْ بُردةُ الإكرامِ في الخبَرِ

وهل منازلُ من أهوى مضاربَهمْ
تحوَّلَتْ طَلَلاً يبكي على الأَثَرِ

تهوي عليكِ - كما الأطيارِ - أفئِدَةٌ
فيها من الوَجدِ ما فيها منَ الكَدَرِ

فيكِ ملامحُ من بادو يُسَطرُها
ذاكَ الزَّمانُ بما تَلْقى من الغِيَرِ

مُرْ بي أُوَدعُ أحلاماً بهمْ عَلُقَتْ
(أقوَتْ وطالَ عليها) نوحُ مُحتَضِرِ

مَنْ طرفة العبدِ يا خَوْلُ الهَوى بَقيَتْ
ما يُلهمُ النّايَ أو يحدوا على الوَتَرِ

مُرْ بي كما مَرَّت الأحزانُ هادئَةً
وداخلي مَرَّهُ الإعصارُ مَنْ سَقَرِ








ستار الزهيري