هل الصين ملاذ للأوروبيين من أزماتهم الاقتصادية؟
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين، أمس، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، حيث من المتوقع أن يقدم جبهة أوروبية موحدة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي ستنضم إليه لإجراء محادثات اليوم، في توجه أوروبي واضح نحو بكين، خلافاً للولايات المتحدة التي تعيش حالة توتر متصاعدة مع التنين الصيني. وبعد وصوله، أعرب ماكرون عن رغبته في الاجتماع أولاً مع الجالية الفرنسية في الصين.
وسيكون محور زيارة ماكرون التشاور مع الرئيس الصيني وزعيم الحزب الحاكم شي جين بينغ اليوم وغداً، بشكل خاص بشأن الحرب في أوكرانيا. وقال قصر الإليزيه: «نظراً للقرب بين الصين وروسيا، فمن الواضح أن الصين هي واحدة من الدول القليلة في العالم، إن لم تكن الوحيدة، التي يمكن أن يكون لها تأثير يغيّر قواعد اللعبة في هذا الصراع». ونظراً للشراكة الوثيقة مع موسكو، يعتقد قصر الإليزيه أن الصين بمفردها «تستطيع ممارسة تأثير مباشر» من أجل تحريك التطورات في اتجاه أو آخر.
شراكة متوازنة
في ظل وضعية سياسية مُعقدة، يتوجه مسؤولون أوروبيون إلى الصين، من أجل بناء «شراكة استراتيجية متوازنة». تكشف تلك الزيارات الأوروبية إلى بكين- بحسب «سكاي نيوز عربية»- عن تطلع دول القارة العجوز إلى «حقبة جديدة مع العلاقات مع الصين»، على أساس تطوير العلاقات الاقتصادية، ولا سيما في ظل الضغوطات التي تواجهها الاقتصادات الأوروبية تحت وطأة تداعيات حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا. لكن تلك التطلعات تصطدم بخطاب أمريكي مناهض للصين. ورغم الموقف الصيني من حرب أوكرانيا، وهو موقف لا يروق للدول الغربية، يحمل التوجه الأوروبي نحو بكين عدداً من التطلعات في ظل أزمة الاقتصادات الأوروبية، ما يدفع نحو الانفتاح على بكين.
تفاقم الأزمة
وينقل «سكاي نيوز عربية» عن مؤسس حزب التجمع الوطني الفرنسي، إيلي حاتم، قوله إن هناك أزمة كبيرة في فرنسا وعموم أوروبا، ونوعاً من الخوف من تفاقم تلك الأزمة مع ضغوطات التضخم الحالية بسبب الحرب في أوكرانيا، والانعكاسات الواسعة على الداخل الأوروبي والتي تعبر عنها التظاهرات الممتدة في فرنسا وإسبانيا وحتى ألمانيا وعديد من الدول الأوروبية الأخرى.