يا ليْلَةَ العشرينَ منْ رمضانَ
أرمضتِ قلباً شائقاً حرّانا
وتركتِني بينَ اليتامى ساهراً
أدعو عسى يشفي الإلٰهُ أبانا
فجلستُ عندَ البابِ أنشجُ حاملاً
لبنًا ، وأهرقُ دمعِي الهتَّانا
هذا عليٌّ في السَّريرِ وعندهُ
القرآنُ باكٍ يندبُ القُرآنا
فالسيفُ شقَّ جبينَه وهو الذي
قدْ كانَ منهُ في الوغى ما كانا
والسمُّ يا اللهُ قوَّضَ عزْمَهُ
بَلْ قوَّضَ الإيمانَ والإحسانا
أمسى يُصلِّي من جلوسٍ وهْو مَنْ
قامتْ بهِ صلواتُنا أركانا
أبكي لصُفْرَةِ وجههِ ولعينِهِ
بالغصبِ كادتْ تفتحُ الأجفانا
حيناً يكلِّمُ بالإشارةِ ولْدَهُ
ويخرُّ في إغمائهِ أحيانا
أبكي لزينبَ حينَ شدَّتْ رأسَهْ
فتحتْ لجُرحِ فؤادِهِ شريانا
آهٍ يقولُ دعي “العصابَةَ” يا بْنتي
لجبينِ مَنْ يُسقى الردى عطشانا
فأبو الحتوفِ لهُ سيكسرُ جبهَةً
بالغدرِ يجري نزْفُها غُدْرانا
ويثلِّثُ السَّهْمُ المثلَّثُ قلبَهُ
فترينَهُ يتوسَّدُ التُّربانا
والشمرُ يفصلُ بالمهنَّدِ رأسَهُ
والخيلُ تجعلُ صدْرَهُ ميدانا
علي عسيلي العاملي