عند الحديث عن الألوان السائدة في عالم التصميم الداخلي هذا العام (2023)، فإن الأزرق بدرجاته المختلفة يتبادر إلى الأذهان، أولاً.. يوحي الأزرق بالهدوء والسكينة والصفاء، ويجلب طاقة إيجابيّة إلى المساحات الداخليّة، ويُناسب أنماط الديكور الداخلي المختلفة. عن خصائص الأزرق وطرق دمجه بديكورات مساحات المنزل الداخلية
غرفة جلوس من كاسينا Cassina
للأزرق جاذبية قوية، وهو يوفر الاسترخاء ويهدئ الأعصاب ويريح العين ويؤثر إيجاباً في أمزجة الناس وجوّ الفراغ المعماري. في هذا الإطار، تعدّد المهندسة ريان كيّال مجموعة من درجات الأزرق، التي تُستخدم في المساحات الداخلية، مثل: الأزرق الداكن والأزرق السماوي والأزرق الملكي والأزرق الفاتح والأزرق الفيروزي (لون مياه البحر) والأزرق الرمادي والأزرق البودرة... وتقول إنه «مهما كانت درجة الأزرق، يمتص الأخير الإضاءة والألوان المحيطة به، ثمّ يعكسها. لذا، هو مناسب لكلّ غرف المنزل، علماً أن الدرجات الفاتحة منه مرغوبة في الحيز الضيّق والمظلم، فيما الدرجات الداكنة تطبع الفراغ بالفخامة، وتناسب المجالس وصالات الاستقبال». بالإضافة إلى الصالونات وغرف المعيشة وغرف النوم، في المنزل، يحل الأزرق في الشاليهات البحرية حيث يعكس الشاطئ والجو المحيط به، وفي مساحات العمل أيضاً، كون اللون المذكور يحفّز على الإبداع والابتكار.
غرفة جلوس من روش بوبوا Roche Bobois
لا حدود لاستخدامات اللون في الديكور الداخلي حسب المهندسة، التي تقول إن «النسيج أزرق اللون محبّب، كما هي قطعة الأثاث الجانبية الزرقاء أو القطعة الفنيّة أو الطلاء الأزرق على الجدار الرئيس الذي يمد الفراغ بالعمق أو حتى ورق الجدران».
توسّع المهندسة الحديث عن الأزرق، معدّدة النقاط الآتية:
- خصائص الأزرق في تهدئة الأعصاب والأبصار تجعل من المحبب توظيف اللون، في غرف النوم، ليطغى على مفارش الأسرة والمشالح المنسدلة على طرفها أو المقعد الجانبي بجوارها. كما أنّ لدمج الأزرق بالخشب الأبيض في الغرفة، مع حضور الرمادي الذي يكحّل المشهد، جاذبية مؤكدة.
- في الصالون، يستخدم الأزرق من خلال قطع ثانوية، مثل: الصوفا أو قطع الزينة أو بمشاركة لون آخر في السجادة، مع الحرص على عدم المغالاة في استخدام الأزرق حتى لا يفقد جاذبيته. بالمقابل، اللمسات الزرق المحدودة ترفع من قيمة اللون. لكن، تنصح المهندسة بتكرار اللون، فإذا حضر الأخير على نسيج الصوفا، لا بد أن تصبغ الإكسسوارات والسجاد والوسائد باللون.
- في غرفة الطعام، يحلو استخدام الأزرق الباستيل أو الأزرق الملكي؛ يتألق الأخير حينما يحمله زوجا الكراسي اللذان يترأسا الطاولة من الجهتين، أو خلفيات الكراسي المحمل نسيجها بدرجة من اللون، ومقدماتها الملونة بدرجة أخرى. من جهة ثانية، يمكن قصر استخدام الأزرق، على الإكسسوارات وأدوات الطعام السيراميك.
- في المطبخ، تلوّن الخزائن بالكحلي، الذي ينسجم مع أسطح العمل المصممة من رخام «كلكتا» الأبيض أو الرخام الأسود.
- الألوان والأنسجة الطبيعية مثل الصوف والخشب والحديد والصلب تكمل بعضها البعض وتعطي كل مساحة مظهراً مختلفاً. اعتماداً على درجة الأزرق اللونية المختارة، يمكن تحديد مدى جاذبية المساحة، علماً أن الأزرق الداكن يشي بالأناقة، خصوصاً عند التوظيف في عناصر فخمة (المخمل، مثلاً).
من أعمال المهندسة ريان كيّال
يمتزج اللون الأزرق بشكل جذاب بألوان عدّة، بما في ذلك درجات الألوان النابضة بالحياة، مثل: البرتقالي والأصفر الخردلي، مع الإشارة إلى جمال الأزرق البحري المقترن بالرمادي. أضيفي إلى ذلك، يستخدم الأزرق مع الخامات اللماعة الدارجة راهناً باللون الذهبي أو البرونز المعتق.
إلى ذلك، وفي حضور الأزرق، يمكن أن يضفي الأسود البارز على القطع مظهراً أكثر حداثة للفراغ المعماري، جنباً إلى جنب لمسات باللون الذهبي تجعل مظهر المساحة أكثر فخامة